حسام المليكي ورسالة للمدافعين عن سيد قطب

حسام المليكي

ناشط سياسي

سيد قطب من الشعر الى محاكمة الشعور الاسلامي العام 

المدافعون عن فكر السيد قطب يعتقدون اننا لم نفهم مقاصد الرجل و كأننا بحاجة الى قاموس يفسر لنا كتاباته و افكارة التي عبر عنها بوضوح تام ، و يقومون بتبرير افكاره بسياقات تاريخية تتمثل بالتأثير الشيوعي في المنطقة و الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين و مرحلة سجنه و الاستبداد السياسي في مصر انذاك .

في الحقيقة الرجل لم تكن قضيته الجوهرية الاستبداد ، بل كان يعبر عن ايدولوجية تتمحور حول الاسلام و الجاهلية ، و كان بالدرجة الاولى يتحدث عن المجتمعات وفق لرؤية التغير من اسفل الهرم الى اعلى ، عبر اسقاط افكار أبو الاعلى المودودي في الهند و باكستان الذي قسم المجتمع الى جاهلي و مسلم . و كان يعتبر ايضا ضروري خلق مجتمع مسلم لا يتماهى مع المجتمع الموجود انذاك بأعتباره مجتمع جاهلي بعيد عن الاسلام و عزز هذه الفكرة عبر مصطلح سماه ( العزلة الشعورية ) اي ان على المسلم الحقيقي ان لا يتماهى مع افكار المجتمع و ان يعتزل هذا الظلال بل و يكون هو المؤثر الحقيقي في التغيير . 

كان فكر السيد قطب محاربا شرسا ضد مفهوم الدولة الوطنية و مؤسساتها و انعكس ذلك بوضوح بدعوته الصريحة الى محاربة الجيوش العربية في ظل مرحلة تاريخية مفصلية بالحرب مع اسرائيل حيث انه اعتبر ان هذا الجيش اقيم وفق اسس جاهلية مدافع عن مصالح الوطن و لكن ان الجيش الاسلامي الحقيقي هو من يدافع عن الاسلام و المسلمين في كل بقاع الارض!

يجب علينا ان ننوه ان شخصية السيد قطب مرت بثلاث نسخ مختلفة تماما بدأت بالشاعر و الاديب و الناقد الذي تأثر بطه حسين و العظيم عباس العقاد و مرت بشخصية المفكر الاجتماعي الذي قدم تصورات اسلامية للمجتمع مثل كتابه العدالة الاجتماعية في الاسلام و انتهت بالنسخة التكفيرية و تجهيل المجتمع بطريقة متطرفة .

من يقول ان سجن الرجل و تعذيبه هو سبب في خلق هذه الافكار المتطرفة فعلينا ان نتسائل هل فعلا سجن الرجل بسبب قضية حرية التفكير ام لانه كان يخطط للانقلاب على نظام الحكم ، ما تفسير انه سمح له ان يكتب من داخل السجن بكل حرية مثل كتاب في ظلال القران و تم نشره و هو في السجن ؟ 

و التسائل الاخر لماذا المفكر و الفيلسوف العظيم علي عزت بيجوفيتش عندما تعرض للسجن و الاضطهاد و عاش مناخ الحرب و الابادة و الاستبداد لكنه خرج بكتب عظيمة مثل هروبي الى الحرية و الاسلام بين الشرق و الغرب قدم تصورا اسلاميا يقدس الحرية و الجمال و العدل و المساواة في كتابه الشهير الاعلان الاسلامي ؟