الصفقة تمت

منى صفوان

صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

AF

سال الحبر اخيراً ووقعت الصفقة.. خلال اسابيع وفي منتصف الشهر الفضيل سيطلق سراح جميع الاسرى، اليمنين من كل الاطراف والسعودين والسوادنيين، في صفقة “ رابح.. رابح”

الصين وصل رئيسها لموسكو في اول زيارة منذ انلاع الحرب، ليرحب فلادمير بوتين بضيفه الصيني ، معبراً عن سعادته بما تحققه الصين من نجاحات “ تثير الحسد الايجابي “ من قبل الروس على حد تعبيره

الروسي والصيني في مركب واحدة، يقودان الشرق مع حلفائهم الاهم في المنطقة واولها السعودية ، صاحبة مبادرة “ اوروبا الجديدة “ التي تراها المستقبل المنطقي للمنطقة، وترى اليمن ضمن سفينة نوح ، لتحقيق النهضة الكاملة لمنطقة عاشت 20 عاماً من الصراع والحروب والغزوات.

انها الذكرى العشرون على القصف الامريكي الهمجي على بغداد، والهجوم الشرس على القلعة العربية الاولى، والتي بسقوطها سقطت كل المنطقة تحت رحمة الاحتلال الامريكي ، وقواعده العسكرية في الخليج

اليوم بعد عقدين من الدمار ، ما الذي سيحدث للمنطقة في العشرين سنة القادمة!

ان كانت رؤوية الدول الأكبر اقتصاديًا في المنطقة ، هي رؤية بناء وتعمير ، تطوير ، وازدهار، فان اعادة اعمار اليمن، وسوريا العراق ولبنان ، سيكون حجر الزواية، ونقطة الانطلاق ، كثمرة التعاون الاقتصادي السعودي - الايراني ، او بالاصح العربي بقيادة السعودية مع الايراني ، ضمن خطة الصين في المنطقة " حزام واحدة "

وهذا الحبر الذي سال اخيراً في جنيف، على ورقة التسوية الاصغر تحت عنوان اطلاق الاسرى " الكل مقابل الكل" ، هي التمهيد الفعلي للتسوية السياسية الاكبر في اليمن ، بين اطراف الصراع، على امل ان تكون تسوية " مؤقته " تمنح الوقت اللازم للاستقرار ، لبدء ظهور نخبة ووجوه جديدة، تعمل على قيادة اليمن، بعيدًا عن كل اطراف ووجوه الحرب

نعم ، حان وقت العمل، والتفاؤل، والتخطيط والتحالفات الاقتصادية، والاستثمارات المالية، ودعم المشاريع الصغيرة والاصغر للشباب ، والكبيرة الانمائية للدول والشركات متعددة الجنسية

اوروبا الجديدة

فنحن سوق ضخم، وناشئ، وقوي، وقادرة على الانتاج، ولا نهضه لليمن بعيداً عن الخطة الشاملة ، حيث تترابط الخيوط والمصالح.

ان مصطلح اوروبا الجديدة ، يعني ان اوروبا القديمة او التقليدية انتهت ، بمعنى لم تعد هي القائد للاقتصاد العالمي، ومع الانهيارات الاقتصادية في امريكا، والازمة المالية للاقتصاد الغربي ، صار الوقت مناسباً لعالم متعدد الاقطاب اقتصاديًا.

حتى اوروبا التي تركز عليها روسيا والصين، وتخرجها من الاختلال والاحتلال والاستغلال الاوروبي ، ستكون اهم بيئات الاستثمار الناشئة

اننا على اعتاب ابواب الفرص، ولا نرى التسوية السياسية في اليمن، الا وسيلة تمهيد للمنطقة برمتها ، لاغلاق ملف الصراع الدموي في هذه البقعة الاستراتيجية.

مالذي يمكن ان تفعله امريكا ؟

البساط الذي يسحب من تحت اقدام القطب الواحد، يجعل الكونغرس يهدد بعقوبات على الحليف الكلاسكي " السعودية" التي تسير اقتصادها ليكون جزء من تكتل اقتصاد البريكس، بجانب البرازيل وجنوب افريقيا والهند وبالطبع الصين وروسيا، الذي ستنضم اليه ايضاً ايران ومصر

فتتحول  السعودية وإيران الى حليف اقتصادي، في محور واحد بدلاً من " صراع المحاور" ، وهذا يؤكد ان مستقبل المنطقة ذاهب للانتعاش الاقتصادي الذي يمهد له الاستقرار السياسي، الذي يسير بوتيره عالية، واحدى علاماته الاتفاق اليمني، والعودة العربية لسوريا، وانهاء الازمة اللبنانية 

اننا نشاهد وشهود على تاريخ جديد يُصنع، كما شهدنا المنطقة وهي تُدمر، حان الوقت لنشاهدها وهي تُعمر، بل وهي دعوة ان نكون ايدي بناء ، واقلام بناءة، وسواعد متكاتفه.. نعم لقد انتهت حرب العشرين عاماً

اما امريكا بكل عقوباتها ، ومحاولتها تصدير الازمات، فهي أقل تأثيراً مما كانت، بل هي المهدده اليوم بالعقوبات الدولية، التي نتوقع ان تلوح بها الصين قريباً في مجلس الامن

وتطالب الصين بفتح ملف جرائم الحرب الامريكية في العراق، وتواصل مفاجاتها في المنطقة، باغلاق اعقد ملفات الشرق الاوسط، بتسوية وحل القضية الفلسطينية ، وقتها سيكون للتطبيع رؤية وفكر اخر غير الاستسلام لدولة عنصرية كاسرائيل، بل ان الاتفاق الايراني - الاسرائيلي هدف صيني يمكنه ان يحدث، حين تتأكد إسرائيل ان امريكا انتهى دورها في المنطقة 

سلام