منذ 3 أسابيع - Friday 16 May 2025
AF
حين نزل اليمنيون إلى الشوارع يصرخون ضد الظلم، لم يكن أحد يتخيل أن بعض من رفعوا شعارات “العدالة والكرامة” سيجلسون لاحقًا على كراسي السلطة بنفس الأيادي التي سرقتهم لسنوات.
وسلطان السامعي، أحد وجوه السلطة في صنعاء، ليس استثناءً… بل أصبح عنوانًا لفجور ما بعد الثورة.
ثائر سابق، مستفيد حالي
السامعي الذي قدّم نفسه كممثل للمظلومين في تعز، تحوّل إلى صورة مناقضة تمامًا:
من نائب كان يهاجم النهب، إلى مشارك في تقسيم النفوذ والمصالح.
من مدافع عن العدالة، إلى من يتستر على قضايا فساد صارخة في مؤسسات الدولة تحت حكم صنعاء.
كيف؟
بتعيينات عائلية، بسكوت عن التجاوزات، بمواقف مائعة لا تغضب السلطة ولا تُرضي الشعب.
الرجل المناسب في المنصب الفاسد
في بلدٍ يتضور جوعًا، لم نجد سلطان السامعي يتصدر أي معركة ضد الفساد المالي أو الإداري، ولا سمعنا له صوتًا حين انفجرت قضايا سرقة مساعدات الأمم المتحدة، أو تقارير نهب النفط والغاز في مناطق سيطرة صنعاء.
لكنه حاضر دومًا في المناسبات، في الصور الرسمية، في التوازنات السياسية التي تُنقذ الكراسي لا المواطنين.
بين تعز وصنعاء… ازدواجية بلا خجل
يحاول السامعي إيهام جمهوره في تعز بأنه “رجلهم في صنعاء”، بينما الواقع أنه مجرد شاهد زور في نظامٍ ينهش ما تبقى من مؤسسات الدولة.
أما مواقفه السياسية؟ فهي لا تحمل مشروعًا ولا رؤية، فقط كلمات عامة تصلح لأي طرف، وتُقال على مقاس اللحظة لا مبدأ الموقف.
فساد صامت أخطر من السرقة
السامعي لا يُتّهم بسرقة صريحة، بل بما هو أخطر: السكوت الممنهج على الفساد، والتموقع داخل منظومة تعرف جيدًا كيف تُكافئ من يخرس ضميره.
إنه نموذج “المُطيع” الذي يضع رجله في كل العهود، دون أن يغضب أحدًا، طالما لم يقل كلمة حق يمكن أن تُربك اللعبة