الرئيسية المواضيع تدوير الزوايا

الحوثيون يُصلحون مطار صنعاء… من الركام إلى السيادة: لماذا يغضب ذلك خصومهم

  • خاص AF فهمي عبد الولي - اليمن
  • منذ 4 أسابيع - Thursday 15 May 2025

الحوثيون يُصلحون مطار صنعاء… من الركام إلى السيادة: لماذا يغضب ذلك خصومهم

AF

 

في زمن الهزائم الناعمة والانتصارات الرمزية، أقدم الحوثيون على خطوة جريئة، أثارت جنون خصومهم أكثر مما أثارهم القصف نفسه: بدأوا بإصلاح مطار صنعاء.

 


لم يكن القصف الإسرائيلي لمطار صنعاء سوى مشهد إضافي في مسرحية الحرب النفسية الإقليمية، أرادت فيه تل أبيب – أو من دفعها – أن تجرّ اليمن إلى ساحة ردود الفعل لا الأفعال. لكن، وعلى عكس المتوقع، لم ينهَر الحوثيون، لم يصرخوا، ولم يُظهروا الضعف… بل التقطوا حجارة الدمار، وبدؤوا بإعادة البناء.

 

 

الرسالة التي التقطها الخصوم ولم يحتملوها:

 

 

 

إصلاح مطار قصفته إسرائيل ليس مجرد فعل “هندسي”، بل هو موقف سيادي، وصورة صلبة لواقع جديد يقول:


“نُقصف فنُصلح. نُستهدف فنصمد. لن نُهزَم بالرمزية، ولن نتوسل الممرات ولا الأمم.”

 


خصومهم المحليون والإقليميون غضبوا لأنهم راهنوا على رمزية القصف: أن يتحول المطار إلى “نصب للضعف”، أو “مزار لليأس”. لكن ما حدث كان العكس: الحوثيون قرأوا المشهد كدعوة مفتوحة لتكريس حضورهم كقوة تتحرك بإرادتها داخل وطن تُعاد صياغة سيادته.

 

 

لماذا هذا يغضب خصومهم؟

 

 

لأنهم يريدون حوثيًا ضعيفًا يصرخ لا يُعمّر.
الهدم يناسب الرواية التي تُروّج أن الجماعة تعيش على ركام الدولة، لا تبنيها.
لأن الإصلاح فعل دولة، لا ميليشيا.
خصوم الحوثيين بنوا سرديتهم على أن الجماعة مجرد “جماعة مسلحة خارجة عن الشرعية”، لكنهم الآن يواجهون مشهدًا لدولة تبني مؤسساتها تحت النار، بينما “الدولة المعترف بها دوليًا” عاجزة حتى عن إدارة منفذ بري.
لأنهم يخشون أن يتحول اليمن إلى رمز مضاد للانكسار.
في زمن تُداس فيه سيادات وتُفرض فيه صفقات التطبيع، يظهر اليمن – الجريح، المحاصر، المنكوب – كأكثر بلدٍ يجرؤ على رفض الانبطاح… بل وإصلاح مطاراته بعد قصفها.
لأنهم لا يتحكمون في هذا القرار.
لا إسرائيل، ولا أمريكا، ولا السعودية، ولا الإمارات، ولا حكومة عدن، استطاعوا أن يمنعوا الحوثيين من ترميم ما تهدم. وهذا وحده يكشف حجم الفراغ الاستراتيجي الذي يُعاني منه خصومهم.

 

 

 

اليمن يُصلح، العالم يراقب، وخصومه يتآكلون

 

 

 

في السياسة، كما في الحرب، تكون “إعادة البناء” أحيانًا أخطر من الهجوم. أن تصلح ما قصفه العدو يعني أنك لا تخشاه. أن تُعيد تشغيل مرفق كان يُفترض أن يُدفن تحت الرماد، يعني أنك حيّ، وعنيد، وواعٍ بأدوات الصراع.

 


اليمنيون – حتى من اختلفوا مع الحوثيين – يرون اليوم في هذه الخطوة رسالة كرامة، وشهادة على أن البلد يمكنه أن ينهض… ولو كان وحيدًا.

 


أما خصومهم، فهم اليوم في أسوأ حالاتهم: لا يعرفون كيف يبررون غضبهم من خطوة عمرانية “بسيطة”، لأنها فضحت فشلهم، وفضحت معنى “السيادة” التي لا يملكون منها سوى الاسم