منذ أسبوعين - Sunday 27 April 2025
AF
“تابعنا بدهشة ممزوجة بالتهكم تصريحات السيد دونالد ترامب، الذي أبدى رغبة نبيلة –في خياله– بأن تمر سفنه مجانًا عبر قناة السويس، وكأن مصر جمعية خيرية أو ساحة ألعاب مائية.
وإذ نؤكد احترامنا العميق لحق جميع البشر في الحلم، نلفت نظر السيد ترامب إلى أن قناة السويس، بفضل عرق المصريين وأرواحهم عبر القرون، ليست بابًا خلفيًا لفندق bankrupt hotel يدار بتغريدة منتصف الليل.
نُذكر كذلك أن من يعجز عن تأمين سفنه في باب المندب -وهو مضيق طبيعي عالمي مفتوح للجميع- قد يكون من الحكمة أن يُعيد ترتيب أولوياته قبل أن يحاول التفاوض مع أحفاد الفراعنة على ممر حُفر بالدم.
ختامًا، ننصح السيد ترامب بأن يحتفظ بأحلامه في درج مكتبه، إلى جانب خططه الخاسرة، فعبور قناة السويس له ثمن… أما عبور الأوهام، فمجانًا كما يشاء.
يبدو أن دونالد ترامب، الذي بالكاد يستطيع أن يضبط بوصلة مراكبه أمام أمواج باب المندب، قرر أن يحلم بالمجان. يريد أن تمر سفنه عبر قناة السويس، تلك الشريان المصري الخالص، وكأنها ممر مشاع كصندوق تغريداته الطائشة.
أي عبقرية تلك التي تجعلك عاجزًا عن حماية ملاحاتك في مضيق دولي مفتوح، ثم تطمع في التحكم بممر سيادي بعرق المصريين ودمهم؟ ربما يعتقد ترامب أن قناة السويس تُدار بتغريدة أو نوبة غضب مسائي… لكنها في الحقيقة لا تفتح أبوابها بصفارة ولا تنحني أمام وهم العظمة.
يا سيد ترامب، قناة السويس ليست “باب منتجعك الخاص”، ولا قطعة أثاث تبيعها في مزاد عقارك الخاسر. قبل أن تحلم بالمرور المجاني، تفضل أولًا واضبط إيقاعك في باب المندب… هناك حيث تحبس الرياح أنفاس السفن ولا تنتظر تعليماتك