منذ 4 أسابيع - Friday 18 April 2025
AF
حتى الآن، لا توجد تحركات عسكرية كبرى معلنة من قبل قوات طارق صالح (المدعومة إماراتيًا والتابعة لما يُعرف بـ”المقاومة الوطنية”) للسيطرة على مدينة الحديدة بالكامل، ولكن هناك مؤشرات واعتبارات يجب الوقوف عليها لفهم الوضع:
هل هناك نية أو تحرك فعلي للسيطرة على الحديدة؟
1. الواقع الميداني:
قوات طارق تسيطر على أجزاء واسعة من الساحل الغربي (مثل المخا والخوخة وحيس)، لكنها توقفت عند تخوم مدينة الحديدة بسبب اتفاق ستوكهولم (2018)، الذي جمد العمليات العسكرية هناك.
رغم الخروقات المتكررة، الاتفاق لا يزال حاجزًا دوليًا لأي هجوم مباشر على المدينة.
2. الظروف الحالية:
في حال انهيار اتفاق ستوكهولم أو انسحاب الأمم المتحدة من الإشراف على الميناء، قد تحاول قوات طارق التقدم، خصوصًا إذا حصلت على دعم سعودي ضمن تفاهمات إقليمية.
لكن أي تحرك كبير نحو الحديدة سيصطدم بمقاومة حوثية شرسة، نظرًا لأهمية المدينة الاستراتيجية والاقتصادية.
نقاط ضعف قوات طارق صالح:
1. غياب الغطاء السياسي الشعبي:
لا تحظى قوات طارق بقاعدة شعبية واسعة في المناطق التهامية، وبعض السكان يرونها قوة غريبة مدعومة خارجيًا.
خلافات مع قوى جنوبية وشرعية تُضعف من حركتها على المستوى السياسي.
2. الاعتماد شبه الكامل على الإمارات:
التمويل، التسليح، والدعم اللوجستي مرتبط بالإمارات، مما يجعل تحركها مرهونًا بالقرار الإماراتي لا بالقرار الوطني.
3. ضعف العقيدة القتالية عند بعض المجندين:
الكثير من مقاتليه هم مجندون لأسباب اقتصادية، ويفتقرون للحماسة العقائدية التي يمتلكها الحوثيون أو بعض الفصائل الجنوبية.
4. صعوبات في اختراق المدن:
قوات طارق متخصصة في العمليات المفتوحة على السواحل والجبال، لكنها تفتقر إلى الخبرة القتالية في حرب المدن والشوارع، وهو ما تتقنه قوات الحوثي.
5. الانقسامات داخل معسكر طارق:
هناك توترات داخلية بين قادة الألوية وبعض الفصائل التي انضمت لاحقًا تحت مظلة “المقاومة الوطنية”، مما يهدد بانقسامات عند أي ضغط جدي.
الاستنتاج:
طارق صالح لن يهاجم الحديدة بدون غطاء دولي أو تفاهم إقليمي، إلا إذا تغيرت المعادلات.
لكن حتى لو حصل ذلك، نجاحه غير مضمون بسبب نقاط الضعف البنيوية والعسكرية والاجتماعية
AF