منذ شهر - Thursday 10 April 2025
AF
سرقة الآثار اليمنية تعد واحدة من أبرز القضايا التي أثرت على تاريخ وثقافة اليمن في السنوات الأخيرة، ويعد هذا الموضوع من أكثر القضايا الحساسة في ظل الصراع المستمر في البلاد. هناك العديد من الأطراف التي يُعتقد أنها متورطة في سرقة الآثار اليمنية، وتشمل الجماعات المسلحة، تجار الآثار، وحتى بعض الميليشيات الإقليمية والدولية
1.
الميليشيات الحوثية
واحدة من أبرز القوى المتورطة في سرقة الآثار اليمنية هي جماعة الحوثيين. منذ سيطرتهم على صنعاء في 2014، تم توثيق العديد من الحالات التي تم فيها نهب الآثار من المواقع التاريخية مثل مدينة شبام في حضرموت، ومدينة صنعاء القديمة، وغيرها من المواقع الأثرية. في بعض الحالات، قامت الميليشيات ببيع هذه الآثار في السوق السوداء، مما أدى إلى تهريب العديد من القطع الأثرية الثمينة إلى خارج اليمن.
2.
تجار الآثار المحليون والدوليون
تجار الآثار يعتبرون من أكبر الجهات التي تستفيد من سرقة الآثار اليمنية. هؤلاء التجار يعملون في شبكات معقدة تقوم بتهريب القطع الأثرية إلى خارج اليمن وبيعها في الأسواق العالمية. في بعض الأحيان، يُعتقد أن هؤلاء التجار يتعاونون مع جهات محلية أو حتى مع جماعات مسلحة لتهريب القطع الأثرية النادرة. بعض القطع التي تمت سرقتها من المواقع التاريخية اليمنية قد تم العثور عليها في أسواق مثل تلك الموجودة في الإمارات وتركيا وأوروبا.
3.
الميليشيات المسلحة والإرهابية
المنظمات المسلحة والإرهابية مثل “القاعدة” و”داعش” في بعض الأحيان، تلعب دورًا في نهب الآثار وبيعها لتمويل أنشطتها. لقد تم توثيق تقارير تشير إلى أن هذه الجماعات استهدفت المواقع الأثرية في مناطق معينة، مثل حضرموت والبيضاء، حيث تم استغلال النزاعات المسلحة للوصول إلى المواقع الأثرية ونهبها.
4.
التورط الأجنبي
هناك أيضًا تقارير تشير إلى تورط بعض الجماعات الأجنبية في تهريب الآثار اليمنية، سواء من خلال شراكات غير شرعية مع أطراف محلية أو عبر شبكات دولية لتهريب القطع الأثرية. هذا يشمل قيام بعض الأفراد والوسطاء بتهريب الآثار إلى دول ذات قوانين أقل صرامة فيما يتعلق بالآثار، مثل بعض دول الخليج وأوروبا.
5.
الآثار التي تم تهريبها
الآثار اليمنية التي تم سرقتها تشمل العديد من القطع الثمينة، مثل التماثيل الحجرية، اللوحات، الأدوات المعدنية، والكتب القديمة التي تحمل تاريخ اليمن العريق. في العديد من الحالات، تم تهريب هذه القطع إلى الخارج دون أن يتم تحديد وجهتها بدقة، مما يزيد من صعوبة استعادتها.
التحديات في مواجهة سرقة الآثار
من بين التحديات الكبرى التي تواجه الحكومة اليمنية والمجتمع الدولي في مكافحة سرقة الآثار هو الوضع الأمني غير المستقر في البلاد، حيث تشهد مناطق متعددة في اليمن صراعات مسلحة تمنع عملية الحماية الفعالة للمواقع التاريخية. كما أن تهريب الآثار يتم غالبًا في السرية، ما يجعل من الصعب تتبع المسارات أو استعادة القطع المسروقة.
الخاتمة
سرقة الآثار اليمنية تعد جريمة ثقافية فادحة تساهم في تدمير جزء كبير من تاريخ وثقافة اليمن. يحتاج المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لمكافحة تهريب الآثار من خلال التعاون مع الحكومة اليمنية والمنظمات الدولية مثل اليونسكو، بالإضافة إلى فرض عقوبات صارمة على المتورطين في هذه الأنشطة غير القانونية. يجب أن تكون حماية التراث الثقافي اليمني أولوية لتقليل الأضرار المستقبلية على الأجيال القادمة