منذ شهر - Sunday 09 March 2025
AF
امريكا والقوة الناعمة اليمنية.. قصة العداء للمجتمع الشرقي المحافظ..
.. ليست مجرد اسماء سياسية رنانة، بل طبقة كاملة من الناشطين الحقوقيين ، الكتاب والادباء والشعراء والرسامين والفنانين وحتى الصحفيين اليمنيين ، الذين اغراهم التعامل مع القوة الخشنة الاولى في العالم، وغذت شعورهم بالاهمية، بعد احساسهم بالتهميش من قبل مجتمعهم!
….
امريكا عبر منظماتها في اليمن،، وحتى مؤسسات ، سفارتها ومراكزها الثقافية في الوطن العربي وربما كامل الشرق الاوسط واسيآ، عمدت على التغلغل وسط المجتمع اليمني، لتخلق العداء بين نخبة ثقافية مزيفة، وقيم المجتمع الشرقية وعاداته ودينه وقيمه!
كانت الموتمرات وورش العمل، والفعاليات الثقافية والفنية، هي البوابة الواسعة، ثم تاتي المنح والصداقات، ومعاهد اللغة، المراكز التعليمية، والأمسيات الخاصة.
اين ناس
وهذا ما تفعله السفارات الامريكية حول العالم، تتقرب من المجتمع عبر طبقة المثقفين، وتعرّفهم على نفسها كداعم للفكر والأدب والثقافة والديموقراطية، لتكون طبقة من الأصدقاء، يرون هذه القوة الاستعمارية، كبلد صديق ولطيف وابن ناس.
انها عقود وليست سنوات، لم تكن امريكا حاضرة في مقايل القات اليمنية الرجالية ، بل حتى حفلات الزفاف النسائية، وجلسات نقش الحناء، وفصول محو الامية ، والأنشطة الطلابية
الرجل الابيض، يبتسم وهو يقول انه يحترم العادات العريقة للشعب اليمني، ويريد التعرف عليها!
منذ الثمانينات، وربما قبلها، اصبحت امريكا الناعمة جزء من المشهد اليمني غير الرسمي، تجمع الاسماء والبيانات، والمعلومات الخاصة والعامة، مالذي يميز الشعب اليمني عن غيره، مالذي يجمعه ومالذي يفرقه، ماهو المزاج الشعبي، ومن هم الاشخاص الاقرب لنا ويمكننا النفاذ عن طريقتهم
شغل ناعم هاديء غير مؤذي، يغذي عقدة النقص لدينا بان الامريكي العظيم يريد الاقتراب منا والتعرف علينا، لنشعر بالأهمية
بدون مقابل
وهذه هي النتيجة.. مجتمع .. فيه نخبة مزيفة، غسلت أدمغتها لا ترى في امريكا شر مطلق، لا يحتاج اي موظف امريكي ان يرسل تعليماته لهذا الكاتب او ذاك، ليهاجم المقاومة ضد اسرائيل، أو يشوه اي عمل يواجه الطغيان الامريكي، لا تدفع الشيكات ولا ترسل الحولات، النخبة المغيبة تعمل ذلك بقناعة منها، وايمان عميق، وبدون مقابل
تعمق هذه النخبة المزيفة والقشرية كل قيم المجتمع التي تجمع اليمنيين، مثل العادات والتقاليد والمورث الشعبي وحتى الدين، وتعمق الهوة والخلاف، تشيطن كل الاطراف والاشخاص ، التي تحاول إنقاذ المجتمع، تبرر للفساد الاخلاقي تحت دعوى التحرر ، تسفه من القيم بوصفها بالية، دون املاء من احد
يكتب احدهم مقالته التي تهدم اسس المجتمع المتماسك، ويخرج للشارع لينتقد بساطة الناس، ويحتقر تجاربهم، وهو يقارن بوعي وبدون وعي مجتمعه المتخلف بالمجتمع الامريكي.، الذي راه في افلام هوليوود، في ام بي سي تو!!
فهو لا يعرف عن امريكا اكثر مما يعرفه عن مجتمعه، مسلوخين ومفصولين عن واقعهم، يشعرون بالنقص امام الغرب، ويكرهون انفسهم لانهم ولدوا في هذا المجتمع المتخلف
انها قصة طويلة مآساوية مؤسفة… حيث يحاول المثقف اللزج ان يصنع مجتمعاً يمنياً في خياله يشبه المجتمع الغربي الذي لا يعرفه اساساً، ويرسم عنه صورة نموذجية غالباً هي خاطئة 90%