منذ أسبوع - Saturday 08 March 2025
AF
شهدت عدة مدن أمريكية، مظاهرات حاشدة شارك فيها طلاب وعلماء وباحثون، احتجاجًا على الاقتطاعات التي تجريها إدارة الرئيس دونالد ترامب في ميزانية الوكالات الفدرالية، والتي تؤثر على الوظائف الأساسية وتمويل البحوث الحيوية.
منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير، تبنّت إدارته سياسات تقشفية تضمنت تقليص الإنفاق الفدرالي، والانسحاب من منظمة الصحة العالمية واتفاقية باريس للمناخ، إضافةً إلى تسريح مئات الموظفين العاملين في مجالات بحوث الصحة والمناخ، حسبما ذكرت صحيفة إيه بي سي.
هذه القرارات أثارت غضب الباحثين والطلاب، الذين خرجوا إلى الشوارع في مدن كبرى مثل نيويورك وواشنطن وبوسطن وشيكاجو، معبرين عن رفضهم لما وصفوه بأنه "هجوم غير مسبوق على العلوم".
قال جيسي هيتنر، الباحث في مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن، والذي كان ضمن نحو ألف متظاهر في العاصمة الأمريكية: "لم أشعر بالغضب بهذا الشكل من قبل".
وأضاف في تصريح لوكالة فرانس برس أن إدارة ترامب تقوم "بإحراق كل شيء"، منتقدًا بشكل خاص تعيين روبرت كينيدي جونيور وزيرًا للصحة، رغم أنه معروف بتشكيكه في فعالية اللقاحات.
في واشنطن، رفع المحتجون لافتات تطالب بـ"تمويل العلم وليس الأغنياء"، مؤكدين أن "أمريكا قامت على العلم".
من جهته، أعرب باحث جامعي يُدعى غروفر، رفض ذكر اسمه الكامل بسبب قيود مهنية، عن قلقه الشديد مما يحدث، مؤكدًا أن إدارته طلبت من الموظفين عدم لفت الأنظار خشية التعرض لعقوبات مالية قد تشمل تعليق أو إلغاء المنح الفدرالية.
وأضاف الباحث الخمسيني، الذي ظهر مرتديًا معطف المختبر الأبيض، “أعمل في هذا المجال منذ 30 عامًا، ولم أشهد مثل هذا الوضع من قبل”، وحذّر من أن قرارات الإدارة الحالية ستترك "تداعيات طويلة الأمد" على مستقبل البحث العلمي في البلاد.
وأعرب العديد من الباحثين عن مخاوفهم بشأن مستقبل المنح المالية والدعم المقدم لمشاريعهم العلمية، وقد دفع تعليق بعض المنح الجامعات إلى تقليص أعداد الطلاب المقبولين في برامج الدكتوراه والمناصب البحثية، ما زاد من المخاوف لدى الباحثين الشباب.
وقالت ريبيكا جليسون، طالبة دكتوراه تبلغ من العمر 28 عامًا في علوم الأعصاب: "كان من المفترض أن أكون في المنزل أدرس، عوض أن أكون هنا أدافع عن حقوقي".
تشير الاحتجاجات الواسعة إلى قلق متزايد بين الأوساط العلمية حول مستقبل البحث العلمي في الولايات المتحدة، حيث يخشى الباحثون أن تؤدي هذه الاقتطاعات إلى تراجع في الابتكارات والاكتشافات العلمية، ما قد يضر بالمكانة الريادية للولايات المتحدة في هذا المجال.