منذ أسبوعين - Wednesday 05 March 2025
AF
نشرت صحيفة "هاآرتس" العبرية، مقالًا للكاتب الإسرائيلي تسفي باريل، يُحذّر فيه حكومة بنيامين نتنياهو، من أن التوسع في احتلال الأراضي العربية من شأنه أن يعرض أمن إسرائيل للخطر.
واستهل الكاتب مقاله قائلًا، إن إسرائيل تشبه بشكل متزايد سلسلة متاجر سوبر ماركت يجرها الفساد الإداري إلى حافة الهاوية، لكنها لا تزال تواصل فتح المزيد والمزيد من المتاجر، في حين ترسل مذكرات تقول إن كل شيء "يسير كالمعتاد، وحتى أكثر من "كالمعتاد"، تقول إنها أقوى من أي وقت مضى.
قال الكاتب: "تظهر تحقيقات الجيش الإسرائيلي في إخفاقات 7 أكتوبر 2023، عمق الإهمال والتخلي والضعف الذي أدى إلى مقتل وجرح وإصابة آلاف المدنيين والجنود، وكذلك المحتجزين الذين ما زالوا يموتون في غزة، لكن الإدارة الحالية ترى في كل هذا نوعًا من الأضرار الجانبية التي لا يمكن تجنبها إذا كانت تريد حماية الوطن، خاصة إذا كانت تريد الحفاظ على هيبتها المفقودة".
وأضاف أن هذه الإدارة لن تسمح لـ"عناصر معادية" مثل لجنة تحقيق حكومية بفحص سلوكها طويل الأمد، الذي تسبب في أفظع الأضرار والدمار في تاريخ إسرائيل، وبدلًا من ذلك، تشير إلى "الإنجازات الهائلة" التي أنتجتها، مثل اغتيال قادة حزب الله وحماس وكبار المسؤولين والعلماء الإيرانيين، وكأن هذا يكفي للتعويض عن الخسائر الفلكية غير المسبوقة التي تسببت فيها.
وتستمر هذه الإدارة - حكومة نتنياهو - في انتهاك الاتفاقيات التي صاغتها ووقعتها بنفسها وكأنها قصاصات ورق لا قيمة لها، وبذلك أعيد فتح ملف صفقة المحتجزين التي كان من المفترض أن تنتهي بالإفراج عن جميع المحتجزين في نهاية المرحلة الثانية، وبالتالي لم يعد هناك أي ضمانات بتنفيذها.
وبدلًا من المحتجزين، يبدو أننا سنضطر إلى الاكتفاء بالوعد الفارغ بتدمير حماس، وبدلًا من الأرض مقابل المحتجزين، أي الانسحاب الإسرائيلي من غزة، كما طالبت حماس، تقدم إسرائيل الآن صفقة مختلفة، وهي المحتجزين في مقابل استمرار سيطرة حماس على غزة.
وفي هذه الأثناء، والحديث للكاتب، يجد سكان المستوطنات السكنية المحيطة بقطاع غزة صعوبة في العودة، خاصة أنهم لا يعرفون حاليًا ما إذا كانوا سيتمكنون من العيش هناك بشكل أكثر أمانًا من ذي قبل.
وشبه الكاتب الإسرائيلي التوسعات الإسرائيلية غير القانونية في الأراضي العربية بالمتاجر، إذ قال "لا يختلف حال "المتجر" اللبناني عن حال "المتجر" في غزة، فقد انتهكت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار، بدعم أمريكي، ولذلك ما زال جيشها متمسكًا ببعض المواقع الدفاعية داخل لبنان، وكما حدث في غزة، فإننا لا نعرف متى سينسحب من هذه المواقع؟".
ويأمل آلاف السكان في المستوطنات الشمالية في العودة إلى حياتهم الطبيعية وإصلاح منازلهم ومزارعهم وإعادة أطفالهم إلى مدارسهم المعتادة. لكن الشعور بالأمن الذي وعدوا به يشبه ما حصل عليه سكان المستوطنات على حدود غزة حتى الآن.
لكن لا شيء من هذا يمنع إدارة السلسلة من التوسع أكثر، في الأسبوع الماضي، افتتحت إسرائيل متجرًا جديدًا لجذب عملاء راضين جدد. وقال يسرائيل كاتس، وزير الدفاع الإسرائيلي: "لن نسمح للنظام الإرهابي المتطرف في سوريا بإيذاء الدروز. لقد أمرنا الجيش الإسرائيلي بالاستعداد وإرسال تحذير واضح وقاس".
ولا أحد في سوريا يبدو أنه كلف القوات الإسرائيلية بخدمات الحماية، أو أن هناك استراتيجية متطورة تكمن وراء هذا التصريح، ولكن هذه أيضًا فرصة لتبرير وجود القوات الإسرائيلية في المناطق الجديدة التي احتلتها بسوريا.
ويقول الكاتب إن الإمبراطوريات الأكبر والأقوى من إسرائيل تعلمت درسًا تاريخيًا مريرًا، وهو أن الوجود العسكري في الأراضي المحتلة لا يشكل ضمانة للأمن.
واختتم مقاله، بأن حكومة إسرائيل تسعى إلى إثبات خطأ الإمبراطوريات الكبرى، ومن المؤسف أن التكلفة الباهظة لهذه التجربة يدفعها مواطنو إسرائيل، وسيستمرون في دفعها.