عشية الذكرى السنوية الثالثة للحرب.. زيلينسكي يلمح بالاستقالة

AF

بعد أيام من تساؤل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن شرعيته ووصفه بـ"ديكتاتور بدون انتخابات"، خرج الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تصريحات مفاجئة قائلا إنه مستعد للاستقالة إذا كان ذلك يعني تحقيق السلام في أوكرانيا.

وفي الوقت نفسه، استمر زيلينسكي في التصدي لإصرار ترامب على توقيع اتفاقية حول المعادن، التي تقول أوكرانيا إنها غير مقبولة، وأعلن عن اجتماع غدا الاثنين لأكثر من 30 دولة، سواء بشكل حضوري أو عبر الإنترنت، كتحالف دعم للجهود الحربية الأوكرانية، حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

في حين ترى صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أنه لم يتضح على الفور ما إذا كان زيلينسكي قد فكر بجدية في خيار الاستقالة أو إذا كان يرد فقط على الهجمات الأخيرة من واشنطن وموسكو.

وخلال تصريحاته عشية الذكرى السنوية الثالثة للحرب، تحدث زيلينسكي أنه يمكنه تقديم استقالته مقابل انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وهو سيناريو غير مرجح بالنظر إلى معارضة ترامب لانضمام أوكرانيا إلى التحالف العسكري.

وقال زيلينسكي: "إذا كان هذا يجلب السلام لأوكرانيا، وإذا كنت بحاجة إلى استقالتي، فأنا مستعد".

وفي الوقت الراهن، قال زيلينسكي إن أوكرانيا والولايات المتحدة لا تزالان في مفاوضات بشأن صفقة لتبادل المعادن والموارد الطبيعية الأوكرانية مقابل المساعدات الأمريكية. وأوضح الرئيس الأوكراني أنه غير مستعد بعد لتوقيع الاقتراح الأمريكي الأخير، الذي يتطلب من أوكرانيا دفع 500 مليار دولار للولايات المتحدة باستخدام عائدات مواردها الطبيعية.

وقال زيلينسكي أيضًا: "لن أوقع شيئًا سيدفعه عشرة أجيال من الأوكرانيين"، مشيرًا إلى أن المفاوضات ستستمر.

واستمرت المحادثات حتى وقت متأخر أمس السبت، وفقًا لمسؤولين أوكرانيين مطلعين على المفاوضات، وتزامنت مع هجوم جوي روسي ضخم على المدن الأوكرانية طوال الليل. وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن روسيا أطلقت 267 طائرة مسيّرة، وهو ما وصفته بأنه رقم قياسي منذ بداية الحرب قبل ثلاث سنوات. لم يمكن التحقق من صحة هذا الادعاء بشكل مستقل.

ويعمل ترامب منذ عودته للبيت الأبيض على إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، إذ شدّد الرئيس الأمريكي من ضغطه على أوكرانيا لتوقيع الاتفاقية، التي كانت قيد التفاوض لأكثر من 10 أيام. وقد تم رفض العديد من مسودات الاتفاقية من قبل الجانب الأوكراني لأنها لم تتضمن ضمانات أمنية أمريكية لحماية كييف من المزيد من العدوان الروسي.

وقال ترامب في مؤتمر العمل السياسي المحافظ مساء أمس السبت: "أعتقد أننا قريبون جدًا من التوصل إلى اتفاق، ويجب أن نكون قريبين من اتفاق". وأشار إلى أنه يريد تعويضًا عن المساعدات العسكرية والمالية الأمريكية السابقة التي تم تقديمها للبلد الذي مزقته الحرب. وأضاف "نحن نطلب المعادن النادرة والنفط - أي شيء يمكننا الحصول عليه".

كما قدمت الولايات المتحدة أول أمس الجمعة مسودة اتفاقية جديدة، حصلت عليها صحيفة "نيويورك تايمز"، التي لا تزال تفتقر إلى الضمانات الأمنية لأوكرانيا وتضمنت شروطًا مالية أكثر صعوبة. وقال مسؤولان أوكرانيان، تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة المفاوضات، إن أوكرانيا أرسلت تعديلات على المسودة ليلة السبت.