منذ شهر - Monday 27 January 2025
AF
خطة تحرير الجليل مازالت قائمة.. هذا ما نفهمه من خطاب وسلوك المقاومة بضفتيها اللبنانية والفلسطينية.. بل خطة تحرير كل فلسطين.
ان ارغام أسرائيل على تطبيق الاتفاق، رغم محاولة تملصها منه في لبنان وفلسطين، يعني ان توازن الردع لم يكسر.
وحشود العودة التي تدفقت اليوم في جنوب لبنان، وشمال غزة، سنراها غداً تتدفق عبر الحدود من لبنان الى فلسطين، ومن غزة الى كل فلسطين.
ماحدث في عام ونصف هو بروفه، ظهر فيه لاول مرة محور مقاومة اسرائيل، بجبهات متعددة، سجل فيه اليمن عاملاً مهماً في توازن الردع.
لحد الان لدينا تجربة للتقيم، والدراسة، فلقد كان الطوفان فصل من فصول الصراع، وهو الاكبر على المستوى الاستراتيجي ، والعسكري والامني، وحتى الاعلامي والقانوني والسياسي حتى الان.
الفعل الصغير، محدود الجغرافيا، والهدف، الذي حدث صبيحة الطوفان، اسفر بعد ذلك عن خسائر بشرية ومادية في بيئة المقاومة، لكنه لم يكسرها، او يهزمها، لم تحدث هزيمة استراتيجية، وظهرت انها تعيد ترميم جسمها العسكري، وتدرس خطتها.
لحد الان لم تتحول المقاومة لرد فعل، ولم يحرفها الصراع عن مسارها، وهدفها الاستراتيجي
ولكن مقابل الخسارة البشرية والمادية، هناك هزيمة عسكرية وامنية استراتيجية لاسرائيل، التي فشلت ومن خلفها امريكا، بوقف الهجوم الا باتفاق، وطالما لم تحسم الأمر عسكرياً في اي من الجبهات داخل وخارج فلسطين الا باتفاق ، فهي هزيمة عسكرية استراتيجية لاسرائيل، ودفعة معنوية لمقاومة اسرائيل .
اضف لحدوث اكبر انكشاف اعلامي عالمي للرواية الاسرائيلية، التي ظهر زيفها وكذبها الذي عملت عليه لاكثر من سبعة عقود
وهناك ايضاً ادانة قانونية جنائية باثبات جرائم الابادة، بينما لا يوجد من يجرم المقاومة قانونياً، ولا حتى سياسياً ، وان كانت امريكا واسرائيل لم تكسر بعد سياسياً، وتعاود ممارسة ضغوطها السياسية ، لكنها ايضاً خسرت سياسياً، حين فقدت قدرتها على الحسم العسكري، فالواقع الميداني هو الداعم للفعل السياسي.
المستقبل القريب.. مرهون بالمفاجآت.. هذا ما تقوله الصورة على ارض الواقع.. واكرر.. الصورة القادمة ستكون لتدفع الحشود عبر الحدود من لبنان الى فلسطين، ومن غزة الى كل فلسطين.
لا فصل للجبهات
لا فصل للجبهات
جنوب لبنان وشمال غزة اليوم.. هذه الصورة تقول الكثير… فهي ليست صدفة، بل تلخص القدر والمصير.. الذي يجمع لبنان وفلسطين رفاق السلاح، وضفتي المقاومة ، التي تحولت مع السنوات الى محور .. خاصة مع انضمام اليمن.
هنا تحالف استراتيجي، وجيو سياسي فرضته جغرافية واحدة.. ومن زار جنوب لبنان ورأى منها فلسطين، سيرى هضاب الجليل وهي مقسومة قسراً بشريط شائك ، وطوال تاريخها لم تكن الا سهلاً منبسطاً يتنقل فيه الناس بين الجانبين.. وبعدها انتقل السلاح والمقاتلين.
نحن امام تاريخ نضالي مشترك، منذ سبعة عقود، ضد محتل واحد.. فلا يمكن فصل التاريخ ولا الجغرافيا ولا المصير ولا الجبهات
لذلك لا يستطيع احد ان يجزم ان جبهة مقاومة لبنان انفصلت عن فلسطين، بل ان العكس هو الصحيح، كليهما يأخذ ذات الاستراحة، لإعادة بناء القوة، واعادة وضع الاستراتيجيات الجديدة، ويمكنك ان تراهن ان مستوى التنسيق صار اعلى من اي وقت مضى
فلبنان ليست جبهة اسناد، بل هي جبهة المواجهة الفلسطينية الاولى من خارج فلسطين ، ليس هناك فصل، بل تكامل، ودعم، والسنوات الاخيرة، اظهرت مقدار الدعم اللبناني لشقيق المحاصر في غزة، بالسلاح، ليكون هو السند الوحيد.
هنا تحالف استراتيجي… فرضته الجغرافيا السياسية، والنصر والتحرير سيكون واحداً..
لن تتحرر فلسطين الا بوجود لبنان قوي مقاوم محرر الى جوارها… هذه هي النواة التي ستجمع كل الفرقاء اما اليمن.. فهي القادم القوي الجديد، وثمرة هذا التنسيق الناجح بين ضفتي المقاومة.. اليمن اثبت خلال هذه الحرب ان الصراع انتقل من مواجهة ثنائية، الى محور كامل متعدد الاطراف
ولا فصل للجبهات ..
......الحزب عاد للجنوب باثقل اسلحته
اليوم فعلاً دخل الحزب المقاوم ، باثقل اسلحته في مواجهة اسرائيل وهي المقاومة الشعبية،.. وحرر الجنوب في مشهد بطولي اسطوري.
وهذا الانسحاب الدراماتيكي الذي رأيناه ، هو ما أتوقع وأتمنى ان اراه في باقي اراضي فلسطين المحتلة، حيث يبدو ان نهاية اسرائيل ستكون بهذه الطريقة… الدراماتيكية.. المفاجئة والسريعة، ..وسبق كتبت عنها، "كيف ستحرر فلسطين "
مع فارق.. انه سيكون إنهياراً جارفاً ، وفراغ سياسي تملاُه القوى الفلسطينية فوراً لاعلان دولة فلسطين.
وقتها ستتدفق الملاييين من الحدود اللبنانية الفلسطينية، لدعم اهل فلسطين …
سنرى هذا اليوم وقريباً مهما ابتعد