منذ 3 أسابيع - Tuesday 21 January 2025
AF
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، أمس الاثنين، خلال حفل تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية.
وتضع هذه الخطوة أكبر مصدر تاريخي للغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم، خارج الاتفاقية العالمية التي تهدف إلى دفع الدول إلى معالجة تغير المناخ، وفقًا لـ«رويترز».
وقوبلت قرارات الرئيس الأمريكي بتعليقات وردات فعل دولية، حيث عبر مسؤولون دوليون ومتخصصون في ملفات المناخ عن تأثيرات الانسحاب على ملف المناخ العالمي. وفيما يلي تعليقات هؤلاء على موقف الولايات المتحدة الأمريكية من اتفاقية باريس للمناخ.
قال سايمون ستيل، الأمين التنفيذي للأمم المتحدة لتغير المناخ: «إن تبني قضية الطاقة النظيفة العالمية يعني أرباحًا هائلة وملايين الوظائف في التصنيع وهواءً نظيفًا».
تابع موضحًا أن: «تجاهلها لن يؤدي إلا إلى إرسال كل هذه الثروة الهائلة إلى الاقتصادات المنافسة، في حين تستمر الكوارث المناخية مثل الجفاف وحرائق الغابات والعواصف العاتية في التفاقم، وتدمير الممتلكات والشركات، وضرب إنتاج الغذاء على مستوى البلاد، ودفع التضخم في الأسعار على مستوى الاقتصاد».
استكمل: «لا يزال الباب مفتوحًا أمام اتفاقية باريس، ونحن نرحب بالمشاركة البناءة من أي دولة وجميع الدول».
فيما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينج: «تشعر الصين بالقلق إزاء إعلان الولايات المتحدة انسحابها من اتفاقية باريس. إن تغير المناخ يشكل تحديًا مشتركًا يواجه البشرية جمعاء. لا يمكن لأي دولة أن تبتعد عن هذه القضية، ولا يمكن لأي دولة أن تكون محصنة ضدها».
أضاف مفوض المناخ بالاتحاد الأوروبي، ووبكي هوكسترا «أنه تطور مؤسف حقًا أن تنسحب أكبر اقتصاد في العالم، وأحد أقرب حلفائنا في مكافحة تغير المناخ، من اتفاقية باريس.
تابع: «على الرغم من هذه النكسة، فإننا نظل ملتزمين بالعمل مع الولايات المتحدة وشركائنا الدوليين لمعالجة قضية تغير المناخ الملحة.. اتفاقية باريس لها أسس قوية وهي هنا لتبقى».
قال على محمد، رئيس مجموعة أفريقيا في مفاوضات المناخ التابعة للأمم المتحدة ومبعوث كينيا للمناخ: «إن قيادة الولايات المتحدة أمر بالغ الأهمية في حشد التمويل المناخي، وتعزيز انتقالات الطاقة النظيفة، وضمان التنفيذ العادل لأهداف المناخ العالمية. ومن المهم بنفس القدر الحاجة إلى تعزيز التعددية كأساس لمعالجة تغير المناخ والتحديات العالمية الأخرى».
قالت إيفانز نيجوا، رئيس مجموعة البلدان الأقل نموًا في مفاوضات المناخ التابعة للأمم المتحدة: «نأسف بشدة لخطط الولايات المتحدة للخروج من اتفاقية باريس. وهذا يهدد بعكس المكاسب التي تحققت بشق الأنفس في الحد من الانبعاثات ويعرض بلداننا الضعيفة لخطر أكبر. تظل اتفاقية باريس اتفاقية مناخية حيوية ويجب علينا حمايتها من أجل مستقبل كوكبنا وجيلنا».
أعربت حاكمة نيويورك كاثي هوشول وحاكمة نيو مكسيكو ميشيل لوجان جريشام، الرئيستان المشاركتان للتحالف المناخي الأمريكي، عن موقفهما قائلتا: «لا تزال ولاياتنا وأقاليمنا تتمتع بسلطة واسعة بموجب دستور الولايات المتحدة لحماية تقدمنا وتعزيز حلول المناخ التي نحتاج إليها».
تابعت: «هذا لا يتغير مع التحول في الإدارة الفيدرالية.. من الأهمية بمكان أن يعرف المجتمع الدولي أن العمل المناخي سيستمر في الولايات المتحدة. سينقل التحالف هذه الرسالة إلى مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في البرازيل (COP30) في وقت لاحق من هذا العام».
قالت المتحدثة باسم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، كلير نوليس: «تتحمل الولايات المتحدة الأمريكية حصة الأسد من الخسائر الاقتصادية العالمية الناجمة عن المخاطر المرتبطة بالطقس والمناخ والمياه. ووفقًا للأرقام الأمريكية، تكبدت الولايات المتحدة أكثر من 400 كارثة متعلقة بالطقس والمناخ منذ عام 1980 حيث تجاوزت التكاليف الإجمالية مليار دولار.. الحاجة إلى اتفاقية باريس أصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى».
تحدثت أيضًا آني داسجوبتا، رئيسة ومديرة تنفيذية لمعهد الموارد العالمية عن قرارات ترامب، قائلة: «لا معنى على الإطلاق للولايات المتحدة أن تتخلى طواعية عن النفوذ السياسي وتتخلى عن الفرص لتشكيل سوق الطاقة الخضراء المتفجرة».
قالت لورنس توبيانا، الرئيس التنفيذي لمؤسسة المناخ الأوروبية ومهندس رئيسي لاتفاقية باريس: «السياق اليوم مختلف تمامًا عن عام 2017. هناك زخم اقتصادي لا يمكن إيقافه وراء التحول العالمي، والذي استفادت منه الولايات المتحدة وقادته، لكنها الآن تخاطر بالتخلي عنه».
قالت آبي ماكسمان، رئيسة ومديرة تنفيذية لمنظمة أوكسفام أمريكا: «إن تجاهل المشكلة على عتبة دارنا من شأنه أن يلحق الضرر بالناس الذين يعيشون في الولايات المتحدة، والذين عانوا مؤخرًا من أضرار جسيمة من الكوارث الناجمة عن تغير المناخ مثل حرائق الغابات في لوس أنجلوس وسيواجهون المزيد في السنوات القادمة».
كانت الولايات المتحدة مرّت الأيام الماضية، بكارثة كبرى حيث واجهت حوادث حرائق الغابات، في ولاية كاليفورنيا ولو أنجلوس الأمريكية، واستمرت النيران في التهام المزيد من المباني، ووصفت الحرائق بالأسوأ في التاريخ الحديث للولاية بناء على عدد المباني المحترقة والخسائر الاقتصادية.