منذ شهر - Wednesday 08 January 2025
AF
في ظل فراغ سياسي طويل يٌعاني منه لبنان منذ انتهاء ولاية ميشال عون في أكتوبر 2022 يحاول البرلمان اللبناني إجراء محاولة ناجحة لانتخاب رئيس له غدا الخميس 9 يناير 2025.
وبحسب رويترز يرى المسؤولون في لبنان فرصًا أفضل للنجاح في مشهد سياسي هزته حرب إسرائيل مع حزب الله والإطاحة بحليف الجماعة بشار الأسد في سوريا المجاورة.
وتُجدر الإشارة إلى إنه ظل المنصب المخصص لمسيحي ماروني في نظام تقاسم السلطة الطائفي في البلاد، شاغرًا منذ انتهاء ولاية ميشال قبل عامين، ولا تملك أي من المجموعات السياسية في البرلمان المؤلف من 128 مقعدًا مقاعد كافية لفرض اختيارها، بالإضافة إلى أنهم لم يتمكنوا حتى الآن من الاتفاق على مرشح توافقي.
وبحسب الإطار الدستوري لانتخابات الرئيس في لبنان تتم وفقًا للمادة 49 من الدستور اللبناني التي تنص على أن الانتخاب يتم عن طريق الاقتراع السري.
في الدورة الأولى يتطلب الفوز بغالبية الثلثين (86 نائبًا من أصل 128).
وفي الدورات اللاحقة تكفي الغالبية المطلقة (65 صوتًا).
وعن النصاب القانوني للانتخابات لانعقاد الجلسة يشترط حضور ثلثي أعضاء البرلمان (86 نائبًا) ، وفي حال عدم كتمال النصاب تُرفع الجلسة ويُحدد موعد جديد.
وتمتد ولاية الرئيس في لبنان لـ6 سنوات ولا يجوز إعادة انتخابه إلا بعد مرور 6 سنوات على انتهاء ولايته السابقة وفقا لما جاء في التليفزيون اللباني.
وعن المرشحين البارزين لخوض معركة الانتخابات الرئاسية هم العماد جوزيف عون، وجهاد أزعور، وإلياس البيسري.
العماد جوزيف عون هو قائد الجيش اللبناني ويحظى بدعم دولي خاصة من الولايات المتحدة، لكنه في حاجة إلى تعديل دستوري لانتخابه كونه مازال موظفًا حكوميًا.
والمرشح الثاني جهاد أزعور وهو مدير إقليمي يعمل في صندوق النقد الدولي ووزير مالية سابق، ومن وجهة نظر السياسيين في لبنان يُعتبر مرشحًا توافقيًا ويحظى بدعم قوى مسيحية بارزة.
أما المرشح الثالث فهو إلياس البيسري ويعمل رئيس جهاز الأمن العام بالإنابة، يتمتع بخبرة واسعة في المجال الأمني لكنه يفتقر إلى حضور بارز في المشهد السياسي.
وتأتي الانتخابات الرئاسية في وقت يتسم بالتحديات السياسية في لبنان وذلك لعدة أسباب منها:
ويعاني لبنان من غياب التوافق الدخلي بسبب الانقسامات الحادة بين الكتل السياسية والطائفية التي عطّلت النصاب القانوني في الجلسات السابقة.
ويواجه لبنان تحولات في موازين القوى الإقليمية، كضعف تأثير "حزب الله" أثرت على فرص تحقيق التوافق الداخلي في الدولة.
وتُجرى الانتخابات الرئاسية في لبنان وسط متابعة دولية مكثفة من دول كبرى مثل فرنسا والسعودية، إلى جانب الولايات المتحدة، باعتبارها مسألة أساسية لاستقرار لبنان والمنطقة، بحسب رويترز.
في سياق متصل، تسعى كل من فرنسا والسعودية للدفع نحو التوافق بين الأطراف اللبنانية لتسهيل انتخاب رئيس قادر على قيادة البلاد وسط أزمات سياسية واقتصادية خانقة.