منذ 4 أسابيع - Monday 23 December 2024
AF
كشف عميلان سابقان في المخابرات الإسرائيلية تفاصيل جديدة بشأن عملية "البيجر" الدامية التي استهدفت عناصر حزب الله في لبنان وسوريا، قبل ثلاثة أشهر باستخدام أجهزة إرسال مفخخة وأجهزة لاسلكية.
تلك العملية، التي كانت جزءًا من خطة إسرائيلية طويلة الأمد، تسببت في مقتل العشرات من مقاتلي حزب الله، كما أثّرت بشكل نفسي عميق على زعيمهم الراحل حسن نصر الله، الذي كان شاهدًا على تفجير أجهزة الإرسال بالقرب منه، على حد وصف صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
أحد العملاء، الذي أطلق على نفسه اسم "مايكل"، كشف أن العملية بدأت منذ عشر سنوات باستخدام أجهزة لاسلكية تحتوي على متفجرات مخفية، دون أن يدرك حزب الله أنه كان يشتري هذه الأجهزة من إسرائيل، التي أعلن حزب الله مرارًا عن عزمه تدميرها. وقال العميل: "لقد خلقنا عالمًا وهميًا".
وفي عام 2022، بدأ تنفيذ المرحلة الثانية من العملية باستخدام أجهزة إرسال مفخخة بعد أن اكتشف جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" أن حزب الله كان يشتري هذه الأجهزة من شركة تايوانية.
وقال العميل الآخر، الذي أطلق عليه اسم "جابريل"، إن العملية شملت خداع حزب الله عبر إعلانات كاذبة على يوتيوب، للترويج للأجهزة على أنها مقاومة للماء والغبار وتتمتع بعمر بطارية طويل.
وتم استخدام شركات واجهة، بما في ذلك شركة مقرها في المجر، لإقناع الشركة التايوانية "جولد أبولو" بالتعاون غير المباشر مع الموساد. لم يكن حزب الله يدرك أنه كان يتعاون مع إسرائيل طوال الوقت، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.
ووصف "جابريل" هذه الحيلة بأنها تشبه فيلم "ترومان شو"، حيث كان حزب الله يعيش في عالم مزيف لا يدرك أنه تحت سيطرة الموساد.
وبحلول 17 سبتمبر، كان لدى مقاتلي حزب الله نحو 5000 جهاز إرسال في جيوبهم. وعندما قامت إسرائيل بتفعيل الهجوم، بدأت الأجهزة في إصدار أصوات تنبيه، وكان المستخدمون يُطلب منهم الضغط على زرين في وقت واحد لفتح رسالة مشفرة.
هذه الحيلة كانت تهدف إلى ضمان أن تكون أيديهم على الجهاز عند انفجاره، وهو ما كان يحدث حتى إذا فشلوا في الضغط على الأزرار.
أكد أحد العملاء أن التأثير النفسي للهجوم على حسن نصر الله كان كبيرًا، حيث وصف ما شاهده من انفجار أجهزة الإرسال بالقرب من عناصره على أنه "نقطة تحول في الحرب". هذه العملية لم تقتصر على تدمير الأعداء، بل كانت تهدف أيضًا إلى إرسال رسالة قوية لحزب الله حول قدرة إسرائيل على التسلل إلى صفوفهم والتلاعب بهم.
وبعد يومين من الهجوم، ألقى نصر الله خطابًا، لكن يقول "جابريل" إنك "إذا نظرت إلى عينيه، ستجد أنه كان مهزومًا.. لقد خسر الحرب بالفعل. ونظر إليه جنوده أثناء ذلك الخطاب. ورأوا زعيمًا منكسرًا".