منذ أسبوع - Saturday 23 November 2024
AF
في أجواء الحرب المشتعلة بين روسيا وأوكرانيا، تستمر الأحداث في التصاعد بوتيرة تثير المخاوف على المستوى العالمي، وبينما يبدو العالم كأنه على شفا مواجهة كبرى، أعلنت روسيا عن إطلاق صاروخ جديد يُقال إنه غير قابل للاعتراض، ما أثار موجة من الجدل والتساؤلات حول تداعيات هذه الخطوة على الساحة الدولية، فما هي أبعاد هذا التطور؟.. وكيف يُعيد تشكيل موازين القوة بين الأطراف المتنازعة؟
تعرّضت مدينة دنيبرو الأوكرانية، الخميس الماضي، لغارة روسية استمرت أكثر من ثلاث ساعات، أثارت الشكوك حول استخدام سلاح جديد، خاصة بعدما أشارت أوكرانيا إلى أن الصاروخ المستخدم يمتلك خصائص الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، وهو ما نفاه مسؤولون غربيون خشية تصعيد نووي.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن إطلاق صاروخ "أوريشنيك" الباليستي الذي يمثّل تطورًا كبيرًا في الترسانة العسكرية الروسية.
هذا الصاروخ، الذي يبلغ مداه 5000 كيلومتر، يستطيع نظريًا استهداف أي نقطة في أوروبا من داخل الأراضي الروسية، حيث وصف "بوتين" التجربة بأنها ناجحة، مؤكدًا أن روسيا تمتلك مخزونًا من هذا النوع من الصواريخ.
وأكد "بوتين" وفق وكالة "إنترفاكس" للأنباء، أن الهجوم استهدف موقعًا صناعيًا عسكريًا مهمًا في دنيبرو، وأن الاختبار كان ناجحًا في إصابة الأهداف بدقة.
وفقًا لما ذكره بوتين، تصل سرعة "أوريشنيك" إلى 2.5-3 كيلومترات في الثانية، ما يجعله قادرًا على المناورة الفائقة خلال الطيران، متجاوزًا أنظمة الدفاع الجوي الحالية مثل نظام "باتريوت" الأمريكي.
ووفق "بي بي سي" فيشير المحلل العسكري فلاديسلاف شوريجين إلى أن الصاروخ يتمتع بقدرة على تدمير المخابئ المحصنة بفضل رؤوسه الحربية المتعددة والموجهة بشكل مستقل، دون الحاجة إلى تجهيزات نووية.
ذكرت الاستخبارات الأوكرانية أن الصاروخ مزود بـ6 رؤوس حربية، وكل رأس يحمل 6 ذخائر فرعية، ما يزيد من قدرته على إصابة أهداف متعددة في آنٍ واحد.
وأكد تحليل موقع "بي بي سي" اللقطات الجوية التي أظهرت 6 ومضات، كل منها يتألف من مجموعات من المقذوفات الفردية.
وفقًا للخبير الروسي إيليا كرامنيك، يندرج "أوريشنيك" ضمن الصواريخ متوسطة المدى، إذ يمتد مداه من 2500 إلى 3000 كيلومتر، مع احتمال بلوغ 5000 كيلومتر، بذلك، يمكن أن يضع معظم أنحاء أوروبا في نطاق التهديد، دون الوصول إلى الولايات المتحدة.
ورجّح الخبير دميتري كورنيف أن "أوريشنيك" قد يكون تطويرًا لصواريخ "إسكندر" قصيرة المدى، لكن بمحركات جديدة تتيح مديات أطول وسرعات أعلى.
في اجتماع بثّه التلفزيون الروسي، حضره مسؤولون في المنظومة الأمنية ومطورو الصواريخ، قال بوتين إن الغرب يفتقر إلى أنظمة قادرة على اعتراض هذا الصاروخ، بينما أكد قائد مجموعة الصواريخ في الجيش الروسي أن الصاروخ قادر على ضرب أهداف في جميع أنحاء أوروبا.
وأعلن الرئيس الروسي أن الصاروخ الجديد "أوريشنيك"، وهو تقليدي ومتوسط المدى، يتحرك بسرعة 10 ماخ، أي عشرة أضعاف سرعة الصوت.
يتمتع الصاروخ بقدرة على تحقيق سرعات عالية عند الهبوط، ما يمنحه طاقة حركية إضافية تتيح له المناورة بطريقة دفاعية معقدة، هذه الخاصية تجعل اعتراضه مهمة شبه مستحيلة حتى لأنظمة الدفاع المتقدمة.