الرئيسية المواضيع المقال التحليلي

بلا حماس

  • منذ 4 أسابيع - Saturday 09 November 2024

منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF


AF

الغرض الذي تريده دولة عربية من توفير مقر سياسي لحركة مقاومة ، هو ان تسمع كلامها، حين تتدخل كوسيط، ان يكون لديها اوراق ضغط جيدة في لعبة التفاوض وهي تقدم نفسها لامريكا كشريك في الحل الشرق أوسطي.


‏لكن اسكنك وادعمك وتقلي لا! لم نتفق على ذلك، بالعموم حركات المقاومة مقرها هو الداخل الفلسطيني ، في حالة حماس مقرها غزة، بعد استشهاد السنوار، لا قيادة معلنة من داخل غزة، ولا من خارجها، والتصريحات من قطر شبه مجمدة!
‏اي دولة عربية اخرى، لن تكون مقراً لحماس، لان الغرض هو انهاء حماس ، تتحول كفتح، او كمنظمة التحرير! 
‏حماس الان تتواجد فقط كعمليات على الارض، تخف تدريجياً لان امداد السلاح مقطوع! يعني… خفوت تدريجي لحماس، ورهان لتحولها الى اضغف ورقة في التفاوض مع اسرائيل.. مع من اذا تتفاوض اسرائيل! 
‏بالتأكيد هذا القرار سيضعف موقف حماس التفاوضي، يجعلها بلا غطاء، مكشوفة تماماً ، بلا دعم او عمق عربي، حتى فكرة انتقالها لصنعاء يضعفها ولا يقويها، لان سلطة صنعاء الحوثية نفسها بلا شرعية دولية، ولا تواصل مع الامريكان.. ، وحماس تنسند على فكرة الشرعية الفلسطينية الداخلية، من جهة، كقوة فلسطينية منتخبة، والشرعية الدولية بحق المقاومة للاحتلال 
‏يتم التعامل معها كتهمة.. ! ومن كل الجوانب الامور خاسرة… من كل الزوايا الكل خاسر… 
‏وماذا تريد منها ! الانتقال لطهران مثلاً، لتكتمل تهمة انها ضد العرب ومع ايران، وتشتغل الدعاية! 
‏سلطنة عمان مثلا وفرت مقراً اعلامياً وسياسياً للحوثيين، حتى بعد التقارب مع السعودية، وكان ذلك مهماً ومؤثراً بشكل ايجابي، في تقارب الحوثيين والسعودية. 
‏في حالة حماس هي رفضت العروض الاخيرة، لانها لا تشمل الانسحاب الاسرائيلي من غزة! وواضح ان لا ضغط عربي في هذا الاتجاه! 
‏فهل المنتظر الان بدء العد التنازلي لاعلان حل حركة حماس!  لا نعلم مالذي ستقوله رويترز في الخبر المقبل
‏الاكيد ان المنطقة تعد نفسها لمرحلة استسلام كامل للهيمنة الاميركية الاسرائيلية… دون حركات مقاومة! المسالة …. مسألة وقت، والعربي الجيد هو من يحجز كرسيه في الطاولة… ، عموماً في ذات السياق وليس بعيداً نرى ان ايران لم تتخلى عن حزب الله، برغم الضغوط، بل اعتبرت ان المقاومة اللبنانية هي قوتها امام امريكا، وكذلك الفلسطينية، لكن ليس للعرب ذات الخيار .. بمعنى " ولماذا اواجه امريكا اصلا" 
‏فلو كانت حماس اقوى على الارض، لفتحت مكتبها في كل العواصم العربية التي ستتسابق، لاستضافتها.. باعتبارها نقطة قوة! لكن كيف تكون حماس اقوى.. وهي  ممنوع من السلاح، ومن الدعم، ومن حق المقاومة، ومؤخراً من حق الحديث في الميكروفون!!! 

‏انها سلسلة مظلومية الشعب الفلسطيني 

ابو يمن المتحمسين لنقل مقر حماس في صنعاء! هي مش عزومة، حماس لن تفكر بذلك ، برغم معرفتها بالنوايا اليمنية الصادقة ، لكنّ النوايا وحدها لاتكفي… لاسباب لها علاقة بالشرعية- 
‏التواجد في ضيافة سلطة غير معترف بها يضر حماس- التي تريد ان تواجه الشرعية العالمية الممنوحة لاسرائيل، بشرعية الداخل وشرعية القانون الدولي لذلك تتواجد في دول لها علاقة بأمريكا ، لذلك لن يطرح خيار اليمن- 
‏حتى بشار الاسد اقفل مكتب الحوثيين في دمشق لهذا السبب.. عدم وجود اعتراف دولي بسلطة الحوثيين.

‏واذا  قفزت حماس على الواقع وهي اصلاً لا تفكر بهذه الطريقة، لكن ان فعلت وسافروا صنعاء، سيتم قصفهم واغتيالهم فوراً، وتصفيتهم دون رحمة باعتداء اسرائيلي مباشر، كما حدث في بيروت وطهران.
‏والاغلب ان هذا التهديد، بالاستهداف لهم في قطر، ان لم تتخلى عنهم قطر هو السبب الذي دفع قطر لانهاء التعامل معهم، حتى لا يتم انتهاك سيادة قطر بغارات تستهدف مقرات وقيادات حماس.
‏نعم الكل تخلى.. " لقد تخلت عنا امتنا" بصوت السنوار.. جزء من المقاومة رؤية الحقيقة كما هي .

 

اشتم في سرك

 

سلام