الرئيسية المواضيع المقال التحليلي

الغارة السابعة.. الثامنة.. عشرة.. خمسة عشر..

  • منذ 4 أسابيع - Saturday 09 November 2024

منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

AF

غارات عنيفة ترج بيروت الان، بعد قصف لبناني نوعي على اسرائيل ، اكتب لك والبيت يهتز، فرغت من قراءة جزء من رواية كوابيس بيروت، ثم قلت مالي ومال غادة السمان، هأنا اعيش كوابيس  بيروت مباشرة. 

غارات الليلة، تشم فيها رائحة الغضب، يمكن قياس مستوى الشعور بالاهانة الذي ينبعث من تل ابيب ويصل لاطراف بيروت ، وهذا كله ليش!! .. لان الصواريخ اللبنانية بدأت تتدرج نحو التدمير الجزئي ! هذا واللبناني بطبعه "رواق ع الاخر"

صديق لبناني يحدثني وهو قادم من الحدود، عن مشاهد فضيعة، لجبهات القتال هناك، ولكن الخطة تنفذ بغض النظر عما يحدث، دون انجرار لرد الفعل، غريب امر اللبنانيين مع اسرائيل ..

هذه اول مرة اعيش فيها الحرب الاسرائيلية عن قرب، تلك الحرب التي كنا نراها في الشاشات! نعم انها مرعبة، وانا القادمة من بلاد الحرب والصراعات، وعشت كل انواع الحروب في اليمن، منذ التسعينات الى اليوم.. لم اعش حرباً كهذه.. الأدرينالين في اعلى مستوياته.. لكن تدفق ألأفكار ايضاً، والرؤية واضحة

 

كيف تجرؤ ان تضربني .. انت مش عارف انا مين!  

 

بعد الحرب ساحكي لكم عن ليلة قصف مقر حسن نصر الله "ان عشنا طبعاً" لانها كانت الليلة الفارقة في حياتي،، ليلة تعرفت فيها عن كلمة حرب ، ومالذي تعنيه في عمقها، شممت رائحتها، وسمعت صوتها واصوات القصف تختلط بالاذان من آذان المغرب والفجر مروراً بأذان العشاء ، علاقتي بهذه الكلمة بدات في صباي منتصف 1994 في حرب الانفصال في اليمن، كانت بعيدة كشبح، لم احدد هويتها العدوانية، حتى في عاصفة الحزم2015 بعد زيارتي لليمن في اوائل سنوات الحرب، برغم كل ذلك الدمار، لاشيء يقترب من الرعب الاسرائيلي. 

تلك الليلة تحديداً، من قوتها وضخامتها، كانت كانها ليلة نهاية العالم ، هل هذا هو التطور النوعي الذي توصل إليه الغرب! كل هذا الدمار الكوني لقتل رجل واحد! وهذا طبعاً وانا كغيري كنا نكتب بثقة ليلتها إنّ اسرائيل تكذب وانها لا يمكن ان تستهدف نصر الله. 

نعم، اعترف،  اسرائيل قوية جداً، اقوى مما نتصور، ومرعبة جداً جداً، وتخترق كل شيء، جدار الصوت، وجدار الامن، وجدار الحماية، ان لديها القدرة لجعلك تشك باصابعك، ومتفوقة دون قدرة على قياس هذا التفوق الذي يتطور بسرعة خارقة، ومستحيل تفكر تلحقه، اسرائيل قوية، لكني اكتشفت اني لا اخاف منها! لهذا قررت ان ابقى وان لا اغادر لبنان.

نحن في جوار، اضخم ألة  حربية في العالم، بل في التاريخ،  متفوقه دون اي قياس ، تقنياً وعسكرياً، وفضائياً، ومريخياً.. على مستوى المجرة، ورغم ذلك هناك من يجرؤ ان يضربها!

رغم كل هذا الرعب والتدمير والخوف، لكن اللبناني لايود الاستستلام، تماماً كالفلسطيني البطل، الذي لن يقارن بأحد، فهو رأس الحربة، لكن اذا استسلم لبنان ، وطبع ووقع، من سيلومه! 

فالقصف النوعي مازال عسكرياً ، متدرجاً، متأرجحاً، وبضبط النفس والاعصاب، يركز على القواعد العسكرية، وناقلات الجند، والمطارات والمصانع

اليوم صاروخ لبناني دمر  مبنى في اسرائيل من ثلاث طوابق!  اسرائيل التي مسحت قرى كاملة في الجنوب، وثلث الضاحية! غاضبة من اختراق مبنى!! نعم لان الامر مش قدرة تدميرية.. بل تحدي ومنافسة.. وله اعتبارات سياسية، فدول  كبرى تخشى اسرائيل ومن خلفها، فمن أنت لتخترق دفاعتي وتاتي لتضربني! 
اسرائيل تشعر بغضب واهانة ،  "كرامتها ياناس" هذا والامور مازالت تحت السيطرة.. وانت عارف كيف اللبناني "رواق ياخيي"  ويقلك  " بعد ما بلشنا… نحن لم نبدأ بعد"! 
فمازالت الامور تتسلسل ببطء وتتدرج بهدوء، وبانضباط انفعالي، لاعتبارات كثيرة ليس موضع نقاش، … فكيف لو فقدوا اللبنانيين أعصابهم..!

دخيلك ... ده_مش_نعيم_ده_جحيم

 

*والى ان نلتقي في يوميات حرب لبنان.

سلام