الرئيسية المواضيع المقال التحليلي

توقف الحرب .. تلاقي المصالح

  • منذ 3 أشهر - Sunday 27 October 2024

منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

AF

 
‏-مصلحة اسرائيلية ، لانصراف الاعلام عن غزة، واستكمال مشروع الاستيطان في شمال غزة بهدوء - وبدون اعتراض عربي معلن لحد الان .

‏-مصلحة امريكية مع الانتخابات - ونهاية وبداية مرحلة- والتفرغ لبسط نفوذها امام الصين- 

‏مصلحة عربية وتقليص  الدعم الايراني

مصلحة عربية لانهاء الملف الضاغط، بسبب حجم المأساة، ولاعادة الدور العربي من خلال مفاوضات حل الدولتين وغيرها من الحلول السياسية التي ترفضها اسرائيل، للمضي بمشروع التطبيع ، الذي سيمضي بعد الحرب بوتيرة اسرع واقوى.

‏-مصلحة ايرانية لبلد لايريد توسع الحرب، واعادة علاقاته بالغرب ورفع العقوبات ( توقع تقليل دعم المقاومة تدريجياً)
‏-مصلحة انسانية لاهل غزة لاخذ نفسهم، ووقف نزيف الدم،  ولكن لا يعني عودتهم لبيوتهم في الشمال تحديداً، ولا توقف الماساة، باستمرار تهجيرهم، لان مشروع التهجير واعادة الاحتلال والاستيطان مستمر، بعد توقف الحرب. 

‏-مصلحة للبنان بالانشغال بالداخل ، باعادة ترميم ما دمرته الحرب، واعادة المهجرين، والنظر لمشاكله السياسية والاقتصادية 
‏-ومصلحة لحزب الله لاعادة ترميم وترتيب هيكله الداخلي واعادة تنظيمه ، وبدء تطبيق القرارات، بموافقة الحزب ، وفرض هدوء نسبي يريدها الحزب الان كاستراحة محارب . 

‏-حتى اليمن ، سينشغل باعادة ملف المفاوضات اليمنية، والتسوية السياسية ، ودخول اليمن مرحلة جديدة. 
‏…. 

استمرار الاستيطان 

وحدها مقاومة غزة / ستبقى في الميدان كعمليات متقطعة على مرحلة طويلة  "بدون تغطية إعلامية كبيرة ولا زخم شعبي " ،وربما قد تقل هذه العمليات مع الوقت ، ان توقف تهريب وإمداد السلاح ، وهذا متوقع، ليس فقط بسبب الحصار، بل ربما بسبب تغير قد يطرأ على السياسة الايرانية الخارجية، التي ستجني مكاسباً سياسية كثيرة بعد الحرب ، منها رفع العقوبات الاقتصادية. 
‏…. 
‏اذا انتهت  الحرب الان .. فلن يتغير واقع الفلسطيني غداً صباحاً ، ولا واقع الاحتلال، ولن يبتعد شبح توسع الاستيطان ، وزيادة المعاناة للفلسطيني في الضفة وغزة.


‏اذا توقفت الحرب، لن يتوقف التهجير، وابتلاع ما تبقى من فلسطين، تحت وطأة التواطؤ والصمت، او تدوير عملية سياسية شكلية لدولة فلسطينة على الورق، دون سلطة حقيقة
‏وان استمرت الحرب .. ستكون على حساب الدم الفلسطيني ، والدمار الذي يتسع، ولا يعلم احد اين يتوقف، وايضاً هذا يسرع من الاستيطان بالقوة، على جثث الفلسطينيين! 

‏هذه حقيقة.. مؤلمة…التوقف خطر والمضي اخطر.. 
‏لكن الاكيد ان المقاومة الفلسطينية وحدها لن تتوقف، وان لم تعلن حرباً، او طوفان اخر، وان قطع عنها السلاح، فقدرها ان تستمر بالمقاومة.

بعيداً عن العواطف

القراءة بعيداً عن عواطفي… بالتأكيد اتمنى كغيري حرب تحرير، وازالة اسرائيل، لكن الواقع يسهل قراءاته بمجرد التحرر من العاطفة.. والحماس، فالذكاء ان تعرف ان كنت تكتب لترضي ما تؤمن به، ام لترى ما عليك رؤيته حقاً .. 

‏والمنطق يقول ان إزالة اسرائيل ستكون على مراحل طويلة وهذه المعركة واحدة من هذه المراحل ، لكنها قد لا تكون بحرب، بل من داخلها
‏اولاً باستمرار كل أشكال المقاومة الفلسطينية في الداخل، سواء بالعنف بعمليات نوعية، او حتى وان كانت اقل عنفاً، حتى بالسلم "كمسبرات العودة" 
‏وثانياً بسبب خلل موجود داخل اسرائيل نفسها، كقوة غاشمة تكبر وتريد التوسع دون احترام لاي اخلاقيات، مما يزيد من الخلافات داخلها، والانشقافات، التي تضعفها من الداخل وهذا يؤدي الى زوالها. 
‏اضافة للسبب الثالث والمهم.. وهو تقليل الدعم الامريكي تدريجياً في المستقبل ، بسبب المنافسة والضغوط التي ستلاقيها امريكا مستقبلا بسبب صعود الأقطاب المنافسة.

سلام