منذ 4 أشهر - Saturday 26 October 2024
AF
السفير الامريكي في صنعاء، كان يمكنه ان يغير بسياسيات دولة، او يقترح تعديلاً وزارياً باتصال من مدير مكتبه.
كان يستطيع ان يتحرك مباشرة من مقر السفارة في سعوان الى خط مارب، ليلتقي بالقبائل في اي مكان في اليمن، شمالاً وجنوباً، دون حاجة لاخطار احد في الدولة!
تلك ايام واشنطن الذهبية في اليمن، حين كانت تسلح الجيش اليمني، وتستغل ضعف الروس، حين كانت تهدد السلطة بالقاعدة، وتهدد القاعدة بالجيش! وتدعم منظمات حقوق الانسان، وحرية الصحافة، وتحرض او تأمر باغتيال واعتقال ناشطين وكتاب ، ضد سياستها في اليمن!!
تلك ايام رائعة كتب عنها السفراء تقارير وذكريات، واخذوا اوسمة تكريم، اليوم… تحفر امريكا الصخر، وتبلط البحر، وتبني قصوراً في الرمال، وتسال المنجمين… لتمسك بخيط واحد لليمن، الذي افلت من يدها، فعلياً كل يوم يمر .. تدرك امريكا انها بلا قوة حقيقة في اليمن..
فحتى اصدقائها اليمنيين، الذين كانت تعتمد عليهم في الداخل.. اصبحوا لاجئين في امريكا واوروبا!! ويتابعون اخبار اليمن مثلها .. من فيسبوك!
واشنطن تبحث عن حلفائها اليمنيين في الشتات، ومن الرياض الى اسطنبول، يتجول السفير الامريكي باحثاً عن حل.. ماذا نفعل بالحوثيين بعد انتهاء حرب غزة!
ان انتهت حرب غزة، وتوقف الاسناد اليمني، وحلفاء واشنطن في حالة غيبوبة، وخطة واشنطن ليست جاهزة على الطاولة، فالمبادرة ستكون حوثية، لانهم الان الطرف الاقوى داخلياً بسبب حرب غزة، ويمكنهم رفض اي حل امريكي، بقلب قوي.
حيث يعود الحوثيون الى طاولة الحل اليمني بمظهر جديد، كقوة اقليمية، مشاركة بتغير خارطة المنطقة، فكيف يقبلون بخارطة الطريق الامريكية!
لن يجد السفير الامريكي عند طبقة السياسيين اليمنيين المترهلة، اي مبادرات، اعلى ما سيجده اطباق الفحسة والبامية..
سلام