منذ شهر - Saturday 26 October 2024
AF
شنت إسرائيل فجر السبت، هجومًا عسكريًا مباشرًا على الأراضي الإيرانية، في تطورٍ يمثل أول ضربة مُعلنة رسميًا على العمق الإيراني، إذ أكد المُتحدث العسكري لجيش الاحتلال الإسرائيلي العميد دانيال هاجاري، أن الجيش الإسرائيلي نفذ ضربات وصفها بالدقيقة، استهدفت منشآت عسكرية وصناعية إيرانية، ردًا على الهجمات الإيرانية ضد إسرائيل خلال الأشهر الماضية.
وفقًا لصحيفة معاريف العبرية، نفذت نحو 100 طائرة إسرائيلية مقاتلة سلسلة من الضربات المركزة على عشرات الأهداف الاستراتيجية في عمق الأراضي الإيرانية، على مسافة تزيد على 1600 كيلومتر من إسرائيل.
وركز الهجوم الإسرائيلي في مرحلته الأولى على تحييد منظومات الدفاع الجوي الإيرانية، في خطوة تكتيكية هدفت إلى ضمان حرية الحركة للطائرات الإسرائيلية في الأجواء الإيرانية، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، والتي أكدت استهداف الضربات الإسرائيلية مجمعات صناعية عسكرية حيوية، تشمل مصانع إنتاج الصواريخ ومنشآت تطوير وتصنيع الطائرات المُسيرة، إضافة إلى قواعد إطلاق الصواريخ الباليستية، التي تشكل جميعها العمود الفقري للصناعات العسكرية الإيرانية.
استمرت العملية العسكرية لما يقرب من أربع ساعات، وفقًا لمصدر إسرائيلي، فيما أشارت شبكة "إي بي سي نيوز" إلى أن الهجوم الإسرائيلي كان مخططًا له أن يكون "حدثًا ليليًا واحدًا".
وأكدت صحيفة واشنطن بوست أن التوقيت كان محسوبًا بدقة، مع مراعاة عدة عوامل استراتيجية وسياسية.
امتدت الضربات الإسرائيلية لتشمل عدة مدن إيرانية رئيسية، إذ سجلت انفجارات في العاصمة طهران ومدن كرج وأصفهان وشيراز.
وكشفت مصادر استخباراتية غربية، نقلًا عن صحيفة "نيويورك تايمز"، عن استهداف منشآت عسكرية حساسة في شرق طهران، بما فيها مجمع برشين العسكري المعروف بأهميته الاستراتيجية.
كما طالت الضربات محطة للطاقة في مدينة كرج.
وفي موجة ثانية من الهجمات، توسعت العملية لتشمل منشآت في مدينة شيراز جنوب إيران، مما يؤكد النطاق الواسع للعملية العسكرية.
كشفت مصادر دبلوماسية أمريكية رفيعة المستوى أن العملية العسكرية الإسرائيلية، جرت بتنسيق كامل مع الإدارة الأمريكية، حيث شهدت الأيام السابقة للهجوم مشاورات مُكثفة بين الجانبين، إذ أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الولايات المتحدة كانت على علم مسبق بالعملية، رغم تأكيد مسؤول في البنتاجون عدم المشاركة الأمريكية المباشرة في التنفيذ.
وفي سياقٍ متصلٍ، أجرى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت محادثات استراتيجية مع نظيره الأمريكي لويد أوستن، تم خلالها تنسيق الخطوات المقبلة.
من جانبها قللت إيران من حجم الضربات وأهميتها، حيث سارعت وكالة "تسنيم" الإيرانية الرسمية إلى نفي التقارير التي تحدثت عن استهداف المطارات في طهران.
أكد المتحدث العسكري لجيش الاحتلال الإسرائيلي أن الجيش في حالة استعداد كامل للتعامل مع أي سيناريو مُحتمل للرد الإيراني، وشهدت المنطقة تحركات عسكرية لافتة، إذ أغلق العراق مجاله الجوي، وسجلت سوريا هجمات على منشآت عسكرية في منطقة السويداء.
يمثل هذا التصعيد العسكري نقطة تحول في طبيعة الصراع الإسرائيلي-الإيراني، إذ يعد أول هجوم إسرائيلي معلن على الأراضي الإيرانية منذ بداية التوترات.
ويأتي هذا التطور بعد ثلاثة أسابيع من الهجوم الإيراني الذي استهدف إسرائيل بنحو 200 صاروخ باليستي.
وتُشير التقارير الاستخباراتية الواردة من تل أبيب إلى أن القيادة الإيرانية، بتوجيهات من المرشد الأعلى علي خامنئي، وضعت خططًا متعددة للرد على أي هجوم إسرائيلي، مع التأكيد على أن طبيعة الرد ستتحدد وفقًا لحجم الأضرار وطبيعة الأهداف المستهدفة، بحسب القناة الـ12 الإسرائيلية.
يراقب المجتمع الدولي عن كثب تداعيات هذا التصعيد العسكري غير المسبوق، وسط مخاوف من تحول المواجهة إلى حرب إقليمية شاملة.