منذ أسبوعين - Thursday 24 October 2024
AF
يمكن ان اصدق ان اسرائيل تريد انهاء الحرب في لبنان، وتصريح رئيس اركان جيش الاحتلال لقياس رد الفعل في الطرف الاخر، ومدى قابلية ذلك، ولكن هذا لا يعني التنازل عن هدف "انهاء حزب الله"
اسرائيل تتكبد خسائر كبيرة في هذه الجبهة، وتريد التخلص منها، ولكن ستتحول الحرب المباشرة مع الحزب، الى صراع داخلي، مع مطالبات نزع سلاح الحزب، وقد تصل الى حرب اهلية طويلة لا تحسم كما في سوريا، بمد لبنان بمقاتلين ومرتزقة وسلاح، اي ان يحولها من حرب مباشرة الى حرب بالوكالة.
الاسرائيلي يريد من الحزب الان، الاستسلام والموافقة على انهاء الحرب،بفصل الجبهة اللبنانية عن غزة، وهو الشرط الذي لم يقبله الحزب، اما اي شرط اخر فلا مشكلة فيه، حتى الانسحاب لما خلف الليطاني.
فقرار الانسحاب لما خلّف الليطاني لن تكون معضلة امام الحزب ، الذي لن يتنعت بها، لانه يعلم انه يمكنه العودة للحدود في اي وقت إن اقتضت الحاجة، فسبق وان رسم الحدود البحرية مع اسرائيل، ولكنه عاد مجدداً واشعل حرباً على الحدود.
امريكا تريد فصل الجبهات، وستفعل ذلك في اليمن، وتنامي الاحساس الامريكي بان الحزب صار اضعف مما كان، يشجعها على تتفيذ مخطط إشعال الحروب الداخلية.
اما احتلال غزة، فهي تصرح انها ضده، لكنها لن تفعل شيء لوقفه، واسرائيل تريد التفرغ الان لغزة، بل لكل ما تبقى من فلسطين في الضفة وغزة، وتوسيع الاستيطان، وبعدها، ستسمع عن مشروع… الاستيطان في جنوب لبنان، بعد ان يدخلوا الحزب بصراع داخلي!
لكن، لا الحرب ستقف ، دون وقفها على غزة، وانسحاب اسرائيل منها، ولا ستفصل الجبهات.
لحد الان لا حماس ولا فصائل المقاومة ولا الحزب، اعلن انه مستعد لخوض حرب تحرير فلسطين، ولكنه مستعد ان يذهب بحرب استنزاف كبيرة وطويلة، وهو ما لا تريده اسرائيل، بعكس ما تفعله
كل قوتها ضد لبنان، هي فقط لإرغام الحزب على انهاء الحرب… ، فان نجحت وانهت حرب لبنان، سنكون امام سينايو تقسم لبنان ، وحرب وصراع واقتتال داخلي، واضعاف لمحور المقاومة.
هذه الحرب اظهرت تماسك محور المقاومة، ووحدة الجبهات ، واظهرت انه لايمكن الاستفراد بفلسطين ، دون فتح جبهات مساندة اخرى، تقصف تل ابيب، وتكبد اسرائيل خسائر بشرية ومادية، وسياسية، وتشغلها عن هدفها الاساسي.
وبعد اسابيع من اغتيال قيادات الحزب، تكتشف اسرائيل انه لايمكن اعلان هزيمة الحزب، وان الحرب تقوي الحزب وتزيد تماسكه، لكن أشغاله بالداخل، سيضعفه ويشغله، ويستزفه، فالحروب الداخلية اكثر خطراً من حارب خارجية تواجه فيها عدواً تاريخياً.
وطالما هذا السيناريو الاسرائيلي ، لم يطبق، فنحن امام سيناريو حرب استنزاف طويلة، حتى يصعد نتياهو بنفسه ويقول لقد هُزمنا في هذه الحرب، ونعلن انسحابنا من غزة، دون هذا الاعلان لن تتوقف الجبهات اليمنية واللبنانية.
ومازالت القسام تثخن بالعدو وتكبده خسائر، وتشعل دبابته، برغم ضعف اماكانياتها، لتقول ان جيوب المقاومة لم تستلم، وستزيد اصراراً على استمرار العمليات، وصمود اهل غزة ورفضهم التهجير ، يؤكد اننا نسير بسرعة باتجاه هذا اليوم الذي نرى فيه نتياهو يلعن بنفسه انهاء حرب غزة، او من ينوب عنه، في حال الانقلاب عليه، فكل شيء متوقع، وكلما طالت المدة زادت الاحتمالات
سلام