منذ شهر - Tuesday 22 October 2024
AF
نشهد اليوم واحدة من اكبر فصول الالم في القضية الفلسطينية، التهجير الاجباري، برغم رفض الناس لترك شمال غزة
التهجير يتم تحت النار، وصمود الناس اسطوري ، ورفضهم يقابل بحرقهم احياء، لكن الناس بدأت تغادر مرغمة ، لإخلاء المكان ، لبدء بناء المستوطنات ، فهل تنجح الخطة!
التاريخ يقول لا، فهذا مشهد معاد، .. ومن يهجر الفلسطينيين اليوم من أرضهم لبناء المستوطنات ، غداً سيرغم بنفسه ، على تفكيك المستوطنات والمغادرة من غزة، وتأكد ان اهل غزة قادرين وراغبين بالعودة في اي وقت
فنتذكر تماماً كيف ارغم شارون بنفسه المستوطنين الاسرائيليين في 2005 على مغادرة غزة، رغم رفض هؤلاء المستوطنين ، وحدثت اكبر مواجهة بين الحكومة الإسرائيلية ومستوطنيها لارغامهم على مغادرة غزة، فكما يجبر الجيش الاسرائيلي الان الفلسطينيين على المغادرة، غداً يفعلها مع المستوطنين الإسرائيلين.
وقتها تم تفكيك المستوطنات ، تحت وقع ضربات وعمليات المقاومة ، لتنفيذ خطة حصار غزة والمقاومة، ظناً منهم ان هذا سيضعف المقاومة، ولكن ما حصل كان العكس، استفردت المقاومة بغزة وبدأت ببناء البنية التحتية للمقاومة من تصنيع عسكري وانفاق وتهريب سلاح، وواصلت اشتباكها مع اسرائيل
الان تعتقد اسرائيل ، ان قرار 2005 كان خاطئاً، وانه يجب العودة لاحتلال غزة، لانهاء المقاومة!
لكنها ليست المرة الاولى التي تجرب وتقرر فيها اسرائيل اعادة احتلال غزة، وبناء المستوطنات ، فغزة بقيت عصية على اسرائيل خلال عقود، وخاصة ال60 سنة الاخيرة
لم تتوقف المقاومة في غزة .. يوماً واحداً ، منذ الانتداب البريطاني ، لم يرمي الغزي سلاحه، حتى والجيوش العربية في 1948 تطلب منه تسليم السلاح لها، لم يترك ارضه ، وهو يرى اسرائيل تتوسع.. ورفض مغادرة غزة الى سيناء
مافشلت بتحقيقه من 48 كيف ستحققه اليوم في 24 ! فان كانت اسرائيل كبرت وتوسعت وزادت قوة ودعماً، فالمقاومة ايضاً زادت ايمانها بنفسها
واعادة بناء المستوطنات قد يجعل مهمة الاستنزاف اسهل، والحرب الطويلة اطول، وضربات المقاومة اقوى، فالمقاومة فعل مستمر.. وحدث متوالي الضربات… وليست ضربة وخبطة واحدة وانتهى.. حتى وان استمرت لاجيال واجيال… فتهجير شمال غزة، فصل اليم… لكنه ليس نهاية القصة ، قصة غزة مستمرة