منذ 6 أشهر - Thursday 10 October 2024
AF
اسرائيل تفشل في لبنان، انتهت نشوة الانتصار، وهي تقاتل حزباً جديداً الان.
حزب جديد يولد الان من داخل رحم حزب الله القديم الذي ضربته اسرائيل، حزب يعيد تقييم الاخطاء، ومواقع الضعف، والاختراق، ويتجاوز غرور القوة، ونقاط الضعف، ليرمي بارث الحزب القديم، ويعيد خلق حزب جديد، بذات النواة، حزب مقاتل جهادي، كيان عسكري حر بلا حسابات سياسية.
عاد الحزب ليصبح مقاومة كما بدأ، بعيداً، عن المواءمة والتوازنات السياسية كحزب، لقد كان هناك دائماً تفريق داخل الحزب بين الكيان السياسي والمقاومة، بين رجال الحزب ورجال المقاومة، لقد انتهى الحزب كثقل سياسي ، وبقيت المقاومة فتية شابة حية.
فالضربة التي كان من المفترض ان تقتل الحزب ، وتقضي عليه، غيرت ملامحه، وخلقت منه كياناً عسكرياً جديداً، وعاد لمرحلة تكوينه الاولى في الثمانينيات…. حزب شاب، فتي ، مرن، مقاتل، بلا حسابات سياسية ، وليس لديه ما يخسره .
فكل ما كان يخاف خسارته، خسره بالفعل، بشرياً ومادياً، لذلك نحن امام كيان عسكري جديد، متخفف، ومختلف عن الحزب الذي ضربته اسرائيل، هذا حزب بلا ضوابط سياسية ، حر القرار، تماماً كمان كان قبل اربعين عاماً.
فبعد سلسة ضربات قاسية وجهاتها للحزب، ونجحت بانتزاع اعترافه انها فعلاً كانت ضربات قوية، استنفذت اسرائيل بنك اهدافها ، وكل ما يمكن ان تفعله لهزيمة الحزب فعلته فعلاً.
وأي ضربة او استهداف اسرائيلي قادم، لن تكون اقوى مما مر به خلال ال ٣ اسابيع الاخيرة، فاسرائيل دخلت مرحلة التكرار، دون مفاجأت قاتلة، والصدمة القوية استوعبها الحزب، واعاد ترميم اثارها
فللمرة الخامسة خلال ال ١٥ ساعة الاخيرة يضرب اي قوة تحاول سحب الجنود الاسرائيلين المصابين، بعد استهدافهم في رأس الناقورة، وهذه الطريقة المتوحشة لم تظهر خلال عام، خلال ايام قواعد الاشتباك التي كسرتها اسرائيل.
وهذا اما انه ردٌ وانتقام من طريقة اسرائيل التي منعت الحزب من الاقتراب من موقع استهداف صفي الدين في الضاحية،.. أو انه خطة قتالية بتحويل القوة المستهدفة الى كمين لضرب المزيد منهم.
في كلا الحالتين نحن امام حزب جديد، خلع عباءة وعمامة شيخ الدين الوقور المتسامح، واكتفى بالبدلة العسكرية المموهة فقط.. وفقط
....
حزب الله يسعى لاستعادة توازن الردع، الذي فقده مؤخراً، فاظهار القدرات التجسسية، ومواصلة الضربات العنيفة على القطاعات المدنية لليوم الثاني على التوالي، ليس تصعيداً للحرب، ولكن لاستعادة التوازن
وقف اطلاق النار دون استعادة التوازن سيمثل هزيمة كبيرة للمقاومة اللبنانية، وكذلك استمرار الحرب دون توازن ردع، يمثل استنزافاً، وحرب خسائر دون جدوى
..........
اذاً الحزب الذي تقاتله اسرائيل الان.. حزب جديد، خارج حساباتها، وقواعد الاشتباك، انه حزب ما بعد الضربة الاسرائيلية القوية، حزب متخفف، ومختلف، لذلك فالمفاجأت القادمة ستكون من حزب الله .. فمفاجات اسرائيل انتهت .. ومفاجأت الحزب بدأت.
AF
حسن هيكل :
مطلوب من حزب الله الا ينهزم. تعرض لضربات قاسية كانت ممكن تفكك بلاد مش حزب. الأداء أصبح متماسكاً، وملفت منذ إستشهاد الأمين العام والقيادات. إستنزاف إسرائيل لفترة طويلة (مع الأسف شهور وسنوات) يعني حل الصراع.
بأقول مع الأسف لانه لبنان وفلسطين المحتلة بتدفع تمن أكبر بسبب تخاذل البعض.