منذ 6 أشهر - Thursday 10 October 2024
AF
حزب الله يسعى لاستعادة توازن الردع، الذي فقده مؤخراً، فاظهار القدرات التجسسية، ومواصلة الضربات العنيفة على القطاعات المدنية لليوم الثاني على التوالي، ليس تصعيداً للحرب، ولكن لاستعادة التوازن
وقف اطلاق النار دون استعادة التوازن سيمثل هزيمة كبيرة للمقاومة اللبنانية، وكذلك استمرار الحرب دون توازن ردع، يمثل استنزافاً، وحرب خسائر دون جدوى
هل كان لاسرائيل بكل الدعم الامريكي ، ان تصمد امام هجمات سيبرانية، تفجر اجهزة الاتصالات بيد جنود وقادة الجيش لتقتل وتصيب في يوم واحد فوق ال5 الف !
ثم تتعرض لضربة اقوى باستهداف اجتماعات قياداتها العسكرية والسياسية، فيغتال نخبة قادتها، وراس الهرم ، في ايام!
هل كانت ستصمد، وتتماسك وهي بهذه الحالة، حين تُكسر قواعد الاشتباك من طرف واحد، وينهال عليها عدوها مستغلاً صدمة الضربة بقصف عنيف، وإجلاء قسري لمئات الالاف من المدنيين، لقرى ومدن كاملة!
هل كانت ستتعافى، وتواصل وتقاوم، وتمنع عدوها من الاجتياح، واعادة الاحتلال، وقلب المعادلة العسكرية، واعلان النصر، وتبقي عدوها خلف الحدود، وتمنعه من تحقيق اي من أهدافه العسكرية
الاختراق التقني، او البشري الذي اصاب الجسم والجهاز التنظيمي للحزب، لم يكن عادياً، لقد كلفه ذلك خسائر كبيرة، لكن قبل حدوث الاختراق كانت هناك اخطاء كثيرة ارتكبها الحزب منها:
الانكشاف الامني الذي حدث له باشتراكه المباشر في الحرب السورية، ومدى التاثير السلبي على الانخراط بساحة حرب خارج الحدود.
الالتزام بالاستراتيجية العسكرية الايرانية في بداية طوفان الاقصى وعدم الانخراط في الحرب بشكل اقوى، والامتناع عن الرد على الاختراقات الامنية والعسكرية الاسرائيلية التي بدأت باستهداف صالح العاروري بقصف الضاحية.
غرور القوة التي اصابت الحزب، خاصة بعد انتصاره في العراق وسوريا، وتفوقه على بقية خصومه في الداخل والمنطقة، اوجد لديه ثقة عمياء بقدراته لم تمكنه من رؤية الاختراق الاسرائيلي، البشري والتقني
عدم الاهتمام بالجانب الاقتصادي والاعتماد الكامل على ايران
لكن مع سلسلة الأخطاء استطاع الحزب، تجاوز الكثير منها سريعاً، واعادة زمام الامور والقيادة، والتفرغ المعركة الحالية، ولابد ان ملف التقييم والاخطاء سيفتح بعد الحرب، لكنه في هذا التوقيت استطاع مليء فراغ القيادة، ومواصلة الحرب ، ومواكبة التطورات، ومواجهة اسرائيل .
فهل كان لاسرائيل ان تصمد ان تعرضت للضربات التي تعرض لها الحزب؟
وبالتاكيد ان كانت اسرائيل، في مكان الحزب، بكل هذه الأعطال والاختراقات والاخطاء... لكانت انتهت .. وزالت... وهزمت.
سلام