منذ شهرين - Monday 23 September 2024
AF
هل تغيرت سياسة ايران منذ اغتيال امريكا للجنرال قاسم سليماني يناير 2020 ، وهي الان تحاول فقط الحفاظ على المكتسبات العسكرية ، التي حققتها استراتيجية سليماني، في المنطقة!
يبدو لنا ظاهرياً على الاقل، ان هناك تغيير في الطريقة الايرانية في التعاطي مع الاحداث وليس في المنهج، وانه ليس ضمن خطتها التدخل بأي شكل في المواجهة الحالية مع اسرائيل
على عكس ما كان يمكن ان يحدث، ان كان مازال قائدها العسكري الاول مازال على قيد الحياة، فشخصية سليماني، وخطته العسكرية الاستراتيجية، تختلف تماماً عما نسمعه في طهران اليوم من تصريحات وما نراه من سياسة تقترب من سياسة "النأي بالنفس "!
ففي ظرف كهذا،، كان سليماني سيكون الان في لبنان، وستكون هناك غرفة عمليات مشتركة، وعادة هذا ما كان يحدث في حروب سابقة في غزة.
فقد كان يتابع عن قرب، اضافة الى ادارة عمليات تهريب الاسلحة، وهذا لم يكن يعني تدخلاً ايرانياً في الحرب، فهو يستطيع ضمان تدخل ايران العسكري ، دون أن تعلن ايران الدولة الرسمية الدخول في الحرب مباشرة.
وهذا راجع لشخصية الرجل العسكري الاول في ايران ، وخطته في المنطقة، وليس لسياسة اي من الاحزاب الايرانية.
فقد كان قادراً على ادارة حروب ايران في كل الاقليم، فله دور كبير بتهريب السلاح لحماس وتدريب كوادرها على تصنيع الاسلحة، وهناك اخبار تحدثت عن زيارته لغزة قبل سنوات من اغتياله. الى جانب دوره في اقامة تحالفات وتقوية حلفاء ايران في اليمن وتسليحهم ، ودوره بتعزيز النفوذ الايراني في العراق، وتدخله لفرض سياسة مناهضة للتواجد الامريكي، وجمع كل فصائل المقاومة العراقية.
فبعد غياب سليماني شهدنا لاول مرة، صراعاً شيعياً داخلياً ، في العراق بين الفصائل الشيعية المتحالفة مع ايران.
ففيلق القدس كانت دولة موازية لايران الرسمية، وخلال اربع سنوات ، منذ اغتيال قائده، خفت بريقه، بل اصبح مستهدفاً بشكل كبير، وأثر هذا بدوره على الحرس الثوري ايضاً، وكأن غياب سليماني ادى الى اضعاف هذا الكيان.
لقد ارتبط فيلق القدس، وقوة ايران العسكرية، وصورتها المرعبة، بشخص رجل خطط للتوسع الاقليمي لايران خارج حدودها، وصنع لها مجداً عسكرياً غير مسبوق، ودعم وقوى حلفاء عرب في كامل المنطقة، بل ووضع خطط لحروب مع اسرائيل، فقد كان لديه سياسة مواجهة، وقادر على جمع الحلفاء، في هدف استراتيجي واحد.
لكن برغم غيابه، فما تشهده اليوم من تجهيز وتصنيع عسكري، سواء في فلسطين او اليمن، ولاسيما لبنان والعراق، اسس له سليماني، الذي بغيابه ، خفت الظهرر الايراني العسكري، لكن المحور المقاوم العربي ظهر اقوى، واحدث مفاجات غير متوقعه في وجه اسرائيل ، وملأ الفراغ العربي، لكنه لم يضف لنفوذ ولقوة ايران العسكرية .
AF