الرئيسية المواضيع المقال التحليلي

حيفا ومابعد حيفا : اسرائيل اردات عودة 100 الف فهجر نصر الله 2 مليون..

  • منذ شهر - Sunday 22 September 2024

حيفا ومابعد حيفا : اسرائيل اردات عودة 100 الف فهجر نصر الله  2 مليون..
منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

AF 

 

على عمق اسرائيلي غير مسبوق، بعمق 60 كيلو متر،  اثبت  حزب الله لاسرائيل القدرة على تنفيذ التهديد، برغم التصعيد ، والدعايات الاستخباراتية، فوسع هجومه لنقطة استهداف معلنة ، وقصف حيفا لاول مرة منذ 2006. 

صورة لوزير حرب الاحتلال غالانت، الأربعاء الماضي، من القاعدة التي تعرضت للقصف قبل قليل حيث أعلن وقتها عن مرحلة جديدة من الحرب ضد لبنان

اخراج  الخطة من الدرج  

 صعدت اسرائيل ضد حزب الله للضغط عليه، وحاولت افراغه من القيادات العسكرية، واحداث شلل في قدراته البشرية، من خلال الاغتيالات، والهجوم السيبراني على اجهزة البيجر، وقصف اجتماع قيادة الرضوان، وذلك لايقاف الحرب في جبهة الشمال والتي مازالت محدودة، بهدف اعادة مايقارب من 100  الف من مستوطنيها  الى  الشمال.

فكان الرد اللبناني سريعاً، بقصف لاول مرة  على عمق 50 كيلو لتهجير اكثر من 2 مليون مستوطن، في "حيفا ومابعد حيفا " وهو التهديد الشهير لحسن نصر الله.

‏بما يجعلنا نتأكد من صدق وقدرة المقاومة الاسلامية ، وثقة بقرارتها العسكرية ، وتدحرجها وعدم انجرارها لرد الفعل الانفعالي، ومازالت المقاومة حتى الان ، منضبطة بردودها ولا تريد توسيع الحرب. 

فهي لم تذهب للمدى الابعد ، الا بخطوات مدروسة، دون انفعال، فمالذي ستفعله اسرائيل التي رفعت السقف، وانفعلت، وكشفت أورآق الضغط، وحتى خطط الهجوم الفجائية، فان صعدت مجدداً ضد بيروت، فقد عمقت الهدف امام صواريخ حزب الله.

فإسرائيل راهنت على إرباك الحزب ، واحباطه، وهزيمته معنوياً، من خلال الاغتيالات،  وإفراغ قيادته  العسكرية، لكن مبادرة الرد  بإطلاق الصواريخ بعد يوم واحد فقط  من اغتيال عدد من قادة قوات الرضوان وبعد شهر من اغتيال القائد العسكري فؤاد شكر،  اكدت المقاومة في لبنان، جاهزيتها وقدرتها على احتواء  الضربات ، وان لديها طبقات وصفوف من القيادات العسكرية جاهزة للمعركة وقادرة على اتخاذ القرار وادراة الحرب.

فخلال ايام فقدت  إسرائيل أعصابها.. واستنفذت كل افكارها الاجرامية، فكيف لم تستفز المقاومة، ولم تخف وتستسلم امام السلاح الاقوى عالمياً. 
‏يبدو ان لبنان ومثله اليمن ليس اليابان، ليستسلم لمجرد حدوث ضربة قوية، فبعد سنوات من الحرب الاقتصادية، والانفجارات والاغتيالات والاستهداف المباشر وإعلان الحرب، لم يحصل الاسرائيلي على مناه، فكيف بفلسطين الاكثر تمسكاً بالحق.


‏فالضغط الحقيقي على اسرائيل ، هو تهجير مستوطنيها وإيقاف حركة الحياة، وادخال اسرائيل تحت الارض، هذه نقطة ضعف كشف عنها التصعيد الاسرائيلي بنفسه، حين طالب بعودة سكان الشمال، فرد حزب الله الرسالة وهجر المزيد.

 

اشاعة الاختراق: هل الحزب مخترق؟  

من اساليب الدعاية الاسرائيلية النفسية، الاشاعة بأن المقاومة مخترقة! وتضخيم هذه الفكرة، لبث الخوف، واثارة الشكوك داخل صفوف المقاومة، لتدمير المعنويات، فتشك المقاومة باقرب الناس، بهدف الخلخلة من الداخل، وتتعمد كشف الغطاء عن بعض عملائها الصغار، لتأكيد الاختراق. 

وهذا لاينفي ان كل طرف يتجسس على الطرف الاخر، ولابد انه برغم الاجراءات الامنية المشددة تحدث اخطاء قاتلة، وان كان  لاسرائيل عين ، فلخصومها أعين، لكنهم لايستعملون المعلومة للقتل ، ولكن لضرب اهداف عسكرية 

بل انها بثت خبراً بانها علمت بموعد الاجتماع لقيادة الرضوان من داخل الحركة، وهذا قد لا يكون حقيقياً ،  فهناك رصد وتتبع تقني، فالطائرات التجسس المسيرة،  تحلق على مدار الساعة فوق لبنان ، وتلتقط الصور، وكل حركة، اضافة لكل كاميرات المراقبة في الشوارع المرتبطة بالانترنت، فهناك اساليب كثيرة للاختراق. 

فالجاسوسية  واحدة من اقدم المهن تاريخياً، وليست امراً جديداً، فاسرائيل لديها تفوق تكنلوجي لان الغرب يملك هذه التقنية وليس لانها اذكى.

‏ان الثقة مهمة، وادراك الهدف من تضخيم هذه الدعاية ، فصفوف القيادة هم من خيرة رجال هذه الامة، اللذين افنوا حياتهم وشبابهم، دفاعاً عن قضية عادلة من منطلق عقائدي، واسرائيل تريد زعزعة الثقة بصف قيادة النخبة اللبنانية. 

وهذا يفسر .. لماذا يمكن التجسس على مقاومة لبنان، ويحدث اختراق سيبراني، ولا يحدث هذا في غزة! 
‏فطائرات التجسس .. وكاميرات المراقبة لا تصلح للانفاق، اضافة ان المقاومة لا تعلن عن استهداف اعضائها، فلحد الان لم تتاكد اسرائيل انها إغتالت محمد الضيف فعلاً. 

تجسس واختراق تقني في لبنان نعم ممكن، لكن اختراق صفوف القيادة ليس امراً سهلاً على الاطلاق. 

سلام 

 

إقراء أيضا