منذ شهر - Saturday 21 September 2024
AF
قبل سنوات توقعت اسرائيل ان حزب الله في حال دخوله مواجهة عسكرية مع اسرائيل، فانه لن يحارب وحيداً.
وقتها في بداية العام 2018 نشر الاعلام الإسرائيلي تقارير توضح خطة حزب الله، وان لديه حلفاء ، ولن يكون وحيدا في أي مواجهة مقبلة مع الجيش الإسرائيلي، في إشارة للفصائل العراقية، ممن كانوا على تواصل مباشر مع الحزب، خاصة بعد معاركهم المشتركة في العراق ضد داعش.
وقبلها في سوريا، حيث خاضت حركة النجباء معارك عنيفة في شرق سوريا، بجوار حزب الله، 2013، حيث تم تحرير مدينة بوكمال وكانت تتويجاً للعمليات المشتركة اللبنانية العراقية بدعم ورعاية ايرانية.
فوحدة العمليات والتنسيق العسكري المسبوق في سوريا والعراق، جعل اسرائيل تنتظره في لبنان، لكن هذا لم يحدث بعد!
فلحد الان لم يعلن الحزب ، حرباً مفتوحة، تدخل فيها جبهات الاسناد الاخرى، خاصة اليمنية، الى جانب العراقية، بعمليات عسكرية مشتركة تواجه قوات الاحتلال ، برغم اعلان اسرائيل للحرب على لبنان، وتنفيذ ضربات امنية كبيرة، في العمق اللبناني والكيان العسكري للحزب.
وربما لطبيعة المعارك البرية ، والمواجهة المباشرة في العراق وسوريا، واختلافها عن طبيعة الحرب مع اسرائيل في لبنان، والتي يغلب عليها الضرب الجوي، دون اشتباك مباشر على الارض، يجعل سقف العمليات المشتركة، منخفض، وغير مطلوب في هذه المرحلة.
لكن يمكن ان يكون الاسناد والعمليات المشتركة بضربات صاروخية موحدة، تنطلق من جبهات عدة لاسيما اليمن، ويتم توزيع بنك الاهداف بين هذه الجبهات.
ولحد الان لا يعلن عن وجود غرفة عمليات مشتركة لمحور المقاومة بين الحزب، وبقية الفصائل العراقية واليمنية، برغم وجود مبادرة يمنية للتنسيق مع فصائل المقاومة العراقية.
وفي حال قيام عمليات من اليمن، سواء برية او بحرية ، لمساندة لبنان وحزب الله، فربما ستكون بقرار يمني مستقل ، بعيداً عن خطوات ومنهج الحزب في لبنان، وخارج سياق حرب حزب الله مع اسرائيل!
فهل هناك فصل للجبهات؟ اختارته المقاومة! ولماذا لم تفعل وحدة الجبهات والساحات لحد الان، وهل هناك خطط مسبقة لعمليات مشتركة، ضد اسرائيل في لبنان، ام ان الحزب لم يخطط لذلك مسبقاً.
برغم ان اسرائيل توقعت ان يشكل جبهة مشتركة وكانت تنتظر ذلك ، وربما خالف الحزب توقعها، وهذا على الاغلب يبدو مريحاً لها، لخوض حرب مع الحزب لوحده، وعدم اشتراك بقية الجبهات، حتى ان الجبهة العراقية، مازالت اقل فاعلية مما كان متوقعاً، فهو هل قرار ايراني، بعدم التصعيد ضد اسرائيل؟؟
فخلال عام ، لم تظهر اي بوادر للتنسيق العسكري بين الحزب في لبنان وجبهات اليمن والعراق، وهذا يفسر لنا لماذا قرر عبد الملك الحوثي التنسيق مع المقاومة العراقية لعمليات مشتركة بين اليمن والعراق، دعماً لطوفان الاقصى، فربما كان هناك رفض لبناني للاشتراك مع اليمن والعراق، بما يعني ان الحزب قرر منذ اللحظة الاولى خوض المواجهة منفرداً!
لحد الان، لم ترد اسرائيل على اليمن فوراً، بعد اطلاق صاروخ على تل ابيب، بل اتجهت مباشرة لعمليات امنية اقوى في لبنان، والانفراد بجبهة لبنان، بعيداً عن بقية الجبهات، وعدم صرف الانظار بعيداً في اليمن.
هذا ليس تخبطاً، بل ادارة الحرب بالضغط على الجبهة الاكثر تاثيراً، والاقوى ، والتي ضربت وضغطت على العمق الاسرائيلي خاصة الشمال
فان تمكنت من حزب الله، اتجهت للجبهات الابعد.
ان القرار العسكري تحت الضغط ليس امراً سهلاً، ولحد اللحظة لا بوادر على خوض حرب متعددة الجبهات وعمليات مشتركة، سواء لإسناد غزة، او لدعم الحزب ضد اسرائيل
حتى الان برغم كل التصعيد الاسرائيلي، يبدو ان حزب الله مصراً على مواصلة حرب الاستنزاف دون تصعيد، وهو يراهن على حرب طويلة، تفتح افقها بحسب ظروف المعركة، لا بحسب توجهات ورغبة العدو.
خبرة حزب الله بالتعامل مع اسرائيل، مكنته من معرفة دوافعها، واستطاع ان يتحمل الالم ويمتص الجراح، ويكابد ليواصل ما بداه دون الانحراف، وهو ما يجعله في مرمى الانتقادات، التي تضغط لفتح جبهة مشتركة، برغم معرفة فارق القوة والتسليح، وكذلك برغم ادراك ان فعلاً يحارب وحيداً في محيط عربي خانع ومستسلم.
فهل تنجح خطة حزب الله على المدى الطويل، وينتصر بالنقاط، كما يريد، ويكون ذلك لصالح الحزب، ولبنان، وغزة، والقضية! ام انه خطأ استراتيجي، سيظهر اثره المدمر بعد فوات الاوان!
سلام