منذ شهرين - Saturday 21 September 2024
af
لم تكن التفجيرات التي وقعت في لبنان على مدار اليومين الماضيين، والتي أسفرت عن مقتل العشرات وإصابة الآلاف، هي الأولى من نوعها.
إسرائيل تمتلك تاريخًا طويلًا في تنفيذ هجمات معقدة باستخدام أجهزة النداء المتفجرة، والتي تُستخدم في الحروب وعمليات الاغتيالات.
نادراً ما تتحمل إسرائيل المسؤولية عن مثل هذه الهجمات، حيث رفض جيشها التعليق على التفجيرات الأخيرة.
ومع ذلك، فإن تاريخها حافل بتنفيذ عمليات عن بُعد تتراوح بين الهجمات الإلكترونية المعقدة واستخدام الرشاشات التي يتم التحكم فيها عن بُعد، وصولاً إلى الهجمات الانتحارية بواسطة الطائرات بدون طيار وتفجير المنشآت النووية الإيرانية السرية.
التفجيرات اللاسلكية في لبنان تُعيد إلى الأذهان عملية اغتيال قائد حركة حماس السابق، إسماعيل هنية، في طهران.
اغتيل هنية في 31 يوليو الماضي خلال مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشيكان، إثر انفجار عبوة ناسفة تم زرعها قبل شهرين في محيط الحدث.
وفي سياق متصل، أعلنت إسرائيل مسؤوليتها عن ضربة قاتلة لفؤاد شكر، أحد كبار قادة حزب الله في بيروت، نتيجة انفجار عبوة ناسفة تم التحكم بها عن بُعد.
وفي يوليو 2024، استهدفت إسرائيل القائد العسكري لحماس، محمد الضيف، في غارة ضخمة أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 90 شخصًا، بينهم أطفال. وفي أغسطس، أعلن الجيش الإسرائيلي أن الضيف قُتل في الهجوم، رغم ادعاء حماس سابقًا أنه نجا.
في أبريل الماضي، قُتل جنرالان إيرانيان في غارة إسرائيلية على القنصلية الإيرانية في سوريا، ما أدى إلى رد فعل إيراني غير مسبوق تمثل في توجيه 300 صاروخ وطائرة بدون طيار نحو إسرائيل.
كما قُتل صالح العاروري، أحد كبار مسؤولي حماس، في غارة جوية إسرائيلية بواسطة طائرة بدون طيار في بيروت، بينما قُتل سيد رازي موسوي، المستشار العسكري للحرس الثوري الإيراني، في هجوم بطائرة بدون طيار بالقرب من دمشق.
لم تسلم المنشآت النووية الإيرانية من الهجمات الإسرائيلية، حيث تعرضت منشأة نووية تحت الأرض في إيران لتفجيرات وهجوم إلكتروني أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي.
اتهمت إيران إسرائيل بتنفيذ هذا الهجوم، بالإضافة إلى العديد من الهجمات الأخرى ضد منشآتها النووية باستخدام طائرات بدون طيار.
في واحدة من أبرز عمليات الاغتيال، قُتل عالم النووي الإيراني محسن فخري زاده بواسطة مدفع رشاش يتم التحكم فيه عن بُعد أثناء سفره خارج طهران في عام 2020.
في عام 2008، قُتل عماد مغنية، القائد العسكري لحزب الله، عندما انفجرت قنبلة عن بُعد كانت مزروعة في سيارته بدمشق.
وصل عدد ضحايا التفجيرات اللاسلكية في لبنان يوم الأربعاء الماضي إلى 14 قتيلًا وأكثر من 450 مصابًا، معظمهم في حالة خطيرة، وفقًا لمركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية.
وقد اتهمت الحكومة اللبنانية وحزب الله إسرائيل بالتورط في هذه التفجيرات.