منذ 4 أشهر - Friday 13 September 2024
AF
اذاً امريكا تريد ردع الحوثيين وعقابهم حتى لا يتكرر الامر او يتفاقم، ظناً منها ان الامور مازالت تحت السيطرة!
لحد الان تعتقد امريكا ان عمليات الحوثيين في باب المندب، ليست الا رد فعل غاضب ، وانفعالي بسبب جرائم الحرب الاسرائيلية في غزة، وليست جزء من استراتيجية وعقيدة قتالية، لفرض السيطرة على هذه المنطقة!
او ربما تعلم ذلك، وحاولت منعه من خلال حرب اقليمية على اليمن والحوثيين خلال عشر سنوات، ولم تنتهي بعد .. ، فان كانت تعلم او لا تعلم، فهذا لا يغير في الاحداث شيئاً.
نعم، اننا عزيزي القاريء نتحدث عن استراتيجية قتالية، لدى اليمنيين، لفرض السيطرة تماماً على المنطقة، وتحريرها من التواجد الغربي، والاجنبي عموماً، واحداث غزة كانت هي المسرع، والفاعل، والمحفز للقيام بخطوة ، لم تكن اعتباطية او غير مدروسة.
منذ سنوات يتم الاعداد لما تشاهده اليوم من ملحمة بحرية، غير مسبوقة اطلاقاً، في المنطقة، كل هذا مدروس ومخطط ومعد له، لكنه كان مؤجلاً، كل ما فعلته غزة انها سرعت بحدوثه، مالذي يعينه هذا؟
هذا يعني ان الامور مازالت في بدايتها، تأمين عروبة باب المندب تحققت للمرة الثانية في تاريخ منطقتنا، وهذه المرة بيد اليمنيين، بعد كانت المرة الاولى بيد المصريين الذي تدخلوا في اليمن لتحريره من الاستعمار البريطاني، واخراج بريطانيا وخلفها اسرائيل من المنطقة وباب المندب.
لكن المحاولة المصرية تقلصت وفشلت، برحيل جمال عبد الناصر، لتستدير مصر، وتعطي ظهرها لأمنها القومي، في البحر الاحمر، وهو ما جعلها هدفاً سهلاً في سيناء اليوم.
لكن تشاء الاقدار ان يمسك اليمن للمرة الاولى في تاريخه، بدفة الامور، ويحمي الامن القومي العربي، وبوابته الاهم، ويعيد فرض السيطرة بالقوة على باب المندب.
هذا الحديث لا يتوافق والسياسة الامريكية في المنطقة، التي لن تسمح باضعاف سيطرتها، لذلك تشوه من موقف اليمنيين، وهذه احدى وسائل الانتقام، وترجع الامر لسبطرة ايران.
مع ان ايران اقرب واحق من امريكا، وهي جزء من المنطقة وامنها، لكن في المحصلة، برغم علاقتها القوية بالحوثيين، وانخراطهم معاً في تحالف واحد، فالسيطرة التامة لباب المندب هي لليمن، وهذا يؤمن ايران وامنها القومي كما يؤمن اليمن ومصر وبقية المنطقة.
لذلك فمعركة باب المندب الحقيقية لم تبدأ بعد، مازالت امريكا بانتظار ان يهدأ غضب الحوثيين ويعودون للطاولة، طاولة الحل والسلام الامريكي في اليمن!
لحد الان يمنعها غرورها من فهم طبيعة اليمن والمنطقة، ان حالة الإنكار الامريكية، بأن الامور فعلاً خرجت عن سيطرتها، واصبحت هناك قوى جديدة، تواجهها
اليمن يجهز نفسه للمواجهة، التي طال الزمن او قصر ستأتي، بل يجهز نفسه ان يكون القوة الجديدة التي تسيطر على البحر الاحمر وباب المندب، ويحمي الامن القومي العربي، ربما هو قدره التاريخي، بعد ان تنازلت مصر عن هذه المهمة.
الأمور خرجت عن السيطرة الامريكية، امريكا التي تخشى الصين، وتتوجس الاقتراب الروسي، لم تفهم بعد ان هناك قوى شرقية جديدة صاعدة، ودول تاريخية تستعد لاستعادة دورها!
النظام القديم يتفتت، والنظام الجديد يتجهز لمليء الفراغ والنفوذ، ولحين ذلك نحن على بوابة واحدة من اكبر حروب التاريخ المعاصر، التي ستغير تاريخ المنطقة، والعالم، جغرافيتها العسكرية.. باب المندب.
التاريخ يتغير.. وهذه سنة الخلق، ولو كان هناك موعد لبدء حرب من هذا النوع لما كانت في هذا التوقيت، عله اختيار التاريخ للوقت المناسب، وهذه الاحداث سبق وتكررت في كثير من الحروب العالمية عبر التاريخ، الحروب التي غيرت وجه التاريخ
حدث ذلك في العصر القديم في اسياء، وفي اوروبا وفي الجزيرة العربية، وتكرر في العصر الحديث ايضاً، كثير من الحروب المهمة لم يحدد اصحابها موعدها، سواء كان امبراطور الصين صاحب الجيش العظيم ، او قائد عسكري في حركة تحرر.
وتبقى هذه واحدة من اسرار التاريخ.. الذي نراه يكتب امامنا اليوم
سلام