منذ 4 أشهر - Thursday 12 September 2024
AF
السلام الذي تريده امريكا في اليمن، لا يتعلق بغزة، بل بخطورة اليمن. فلقد ظهرت خطورة اليمن، وقوته وقدرته على مواجهة امريكا في المنطقة، وفي اكثر المناطق اهمية، حيث المرر الملاحي الاهم في المنطقة في باب المندب، فان انتهت حرب غزة لأي سبب كان ، وتوقفت عمليات البحر الأحمر، ضد السفن ، فما هو السلام الذي تعده امريكا لليمن؟
أهو سلام يحفظ حق اليمنيين بقرارهم السيادي، وحقهم بتحرير منطقتهم من امريكا؟ ام انه سلام تبعية اليمن لامريكا؟
امريكا لا تريد لقوة الحوثيين ان تتعاظم، وحرب غزة افلتت الحبل، وحررت الوحش، الذي حاولت لجمه، وجمح غضبه خلال سنوات الحرب العشر في اليمن، من خلال غطاء التحالف السعودي.
وبعد ان فشلت خطة اللجم العسكري، او الحزم والحسم، جاءت خطة خارطة الطريق، التي مشى استدرجت الحوثيين لها، من باب المناصفة والمشاركة في السلطة والثروة والاعتراف بهم، وبحقهم بإعلان انتصارهم في الحرب، الا ان جاءت حرب غزة، لتغير الخطة، وتقلب الطاولة في اللحظة الاخيرة.
كان اليمن يستعد للدخول الى النفق الامريكي، بخطة طريق لا يعلم الا الله اين نهايتها، تعيد سيطرة امريكا الناعمة على اليمن، بعد ان فشلت قوتها، الجزرة والعصا مجدداً، لكن كليهما الان اصبح في مهب الريح، بعد طوفان غزة.
دخول اليمن في سياق الاحداث العسكرية، مسانداً لغزة، مواجهاً ومتحدياً لامريكا، جعلها تاكل العصا، وتكسر الجزرة، ان من اردات كسرهم، او السيطرة عليهم، تمردوا عليها وكسروا هيبتها، وفشلت للمرة الثانية في ردعهم.
لا للسلام الامريكي، فهذا السلام ليس الا فخاً لانهاء قدرة اليمن واستقلاله وسيادته، انه سلام التبعية لامريكا، وامريكا نفوذها يضعف في المنطقة
ان سيطرة اليمن على المضيق التجاري والتحكم بخط الملاحة، لن يمر مرور الكرام، لن تتم معاقبة الحوثيين فقط، بل كامل اليمن، حتى لا يفكر اي طرف يمني آخر مستقبلاً ، ان يكرر الامر، لكن هل ينجح العقاب الامريكي؟..
يتبع