منذ شهرين - Sunday 08 September 2024
AF
مع اقتراب انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2024، تتجمع عوامل متعددة تشير إلى احتمالية حدوث اضطرابات كبيرة قد تضع الديمقراطية الأمريكية على المحك، فبين استقطاب شديد وإنكار للانتخابات السابقة وتصاعد للعنف السياسي، تستعد البلاد لمواجهة تحديات غير مسبوقة في نوفمبر المقبل، ومع ذلك، فإن واشنطن قد تشهد أزمة سياسية وقانونية واسعة النطاق.
يستمر دونالد ترامب، الرئيس السابق الذي يواجه محاكمات جنائية متعددة، في تصعيد خطابه الانتخابي، فهو يرفض الالتزام بنتائج انتخابات 2024 ما لم يفز بها، ففي منشور له على منصة "تروث"، ندّد ترامب بما وصفه بـ"الغش المتفشي" في انتخابات 2020، مهددًا بإصدار "أحكام بالسجن طويلة الأمد" لكل من يتورط في "سلوك عديم الضمير" في الانتخابات المقبلة.
ويتعامل ترامب مع الانتخابات وكأنها معركة وجودية ليس فقط على مستقبله السياسي، بل أيضًا على حريته الشخصية، وخاصة أنه من المقرر أن تصدر أحكام بحقه بعد الانتخابات، وفق موقع "أكسيوس" الأمريكي.
وتشير حملة ترامب الانتخابية إلى استمرار مزاعم لا أساس لها حول عمليات تزوير انتخابية، مدعومًا بحلفائه مثل إيلون ماسك، الذي يروّج لنظريات المؤامرة بشأن تلاعب الديمقراطيين بالانتخابات.
ومنذ عام 1964، شهدت الانتخابات الرئاسية الأمريكية تقدم المرشح بفارق مريح في استطلاعات الرأي، لكن عام 2024 يختلف تمامًا، فوفقًا لمحلل البيانات هاري إنتن، لن يتمكن أي مرشح من تحقيق تقدم مريح طوال فترة السباق، هذا التنافس الشديد يعزّز احتمالية حدوث تعادل 269-269 في الهيئة الانتخابية، ما قد يؤدي إلى انتخابات طارئة في مجلس النواب، حيث من المرجح أن يفوز ترامب.
هذه الحالة تمثل وصفة كابوسية للفوضى الانتخابية، حيث ستعتمد النتيجة النهائية على عدد قليل من الأصوات في ولايات متأرجحة، ما يزيد من احتمالية اللجوء إلى المحاكم.
بدأت الأحزاب الأمريكية في تجهيز فرق قانونية هائلة استعدادًا للانتخابات، فالجمهوريون رفعوا أكثر من 100 دعوى قضائية تتعلق بنزاهة التصويت وإجراءات الانتخابات، بينما قام الديمقراطيون بتشكيل فرق قانونية لحماية حقوق الناخبين.
من جهة أخرى، يستعد الطرفان لمعركة قانونية في يوم الانتخابات، حيث أعلن الجمهوريون عن تكوين شبكة تضم نحو 175 ألف مراقب اقتراع، في حين أعرب الخبراء عن قلقهم من احتمالية تعرض موظفي الانتخابات للترهيب في ظل الظروف المتوترة.
يبدو أن العنف السياسي أصبح جزءًا من الانتخابات الأمريكية، ففي يناير 2021، شهدت البلاد اقتحام مبنى الكابيتول من قِبل حشد عنيف حاول منع التصديق على نتائج الانتخابات.