الرئيسية المواضيع المقال التحليلي

عشية بدء الشلل الكبير في تل ابيب: نتيناهو لا يرى في الاسرى ورقة ضغط.. ويبدو ان للسنوار رأي اخر..

  • مقال خاص AF
  • منذ 7 أشهر - Monday 02 September 2024

عشية بدء الشلل الكبير في تل ابيب: نتيناهو لا يرى في الاسرى ورقة ضغط.. ويبدو ان للسنوار رأي اخر..
منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

AF

تدرك حماس ان الاسرى ليسوا  ورقة ضغط على نتنياهو، فاستطاعت تحويلهم لورقة ضغط بطريقتها.

كيف حولت حماس من اسرى 7 اكتوبر لقنبلة .. انفجرت في وجه نتياهو؟ 


‏قبل 5 ايام اطلقت حماس بطريقة ذكية، الاسير المسلم فرحان القاضي، لتوصل رسالة للاحتلال واهالي الاسرى تحديداً انه يمكنكم الحصول عليهم احياء، وحددت مهلة غير معلنة لانتظار أثر ذلك على ملف التفاوض، فلم يتحرك الملف، وزاد الضغط وتوسعت الحرب على الضفة، فجأت الخطوة التالية لحماس، التي كانت اشد ذكاء ودهاء.

مجرد ان اعلن جيش الاحتلال عن مقتل ستة اسرى، وانه وجد جثثهم في انفاق رفح، ووقع الخبر كان اشد من زلزال في تل ابيب، رافق ذلك صمت حماس، التي تركت الخبر يأخذ صداه المطلوب دون اي رد فعل، وبعدها جاء البيان الحمساوي وتصريحات وفد التفاوض التي اشعلت الامور في تل ابيب.

لا يُستبعد،  ان حماس  استدرجت جيش الاحتلال،  للوصول للنفق لانتشال جثث ال 6 اسرى، وجهزت بيانها للداخل الاسرائيلي، لقلب الطاولة، وحملت نتيناهو مسؤولية قتلهم.

‏وفعلاً نجحت خطتها ، واشتعلت ورقة الضغط في تل ابيب ضد نتنياهو، الورقة التي رمها نتياهو في وجه حماس، عادت اليه مشتعلة بمظاهرات هي الاكبر بتاريخ ارسرائيل، ودعوة لشلل في الحياة العامة والاقتصادية.

الانهيار الاسرائيلي، الذي لا يتحمل ضغوطاً من هذا النوع، يؤكد ان اسرائيل ليست مستعدة للقتال، فالمستوطنين ليسوا مستعدين للتضحية، هم قدموا لهذه الارض بحثاً عن الرخاء والامن، وليس هناك ما يدعوهم لتحمل القلق والخوف والقتل، فاجواء الحرب لا تناسب المستوطن الاسرائيلي القادم من اوروبا.

نتيناهو رمى ورقة الاسرى.. فاعادها السنوار مشتعلة في وجهه 

لا يفهم هذه النفسية، ويعرف نقاط الضعف، الا من عاش معهم، وتكلم لغتهم، واقترب منهم بما يكفي، وهذا ما يميز الفلسطيني، الذي نقل خبرته لنا وصرنا نفهم لغة الاحتلال النفسية.

هذا اللغة النفسية فك يحي السنوار شفرتها، واستطاع توظيفها بالطريقة الصحيحة وفي الوقت المناسب، فالضغط يزداد على المدنيين في غزة، والحرب تتوسع في الضفة، والمقاومة في جنين والخليل تحت النار والحصار، ونتنياهو يعمل للتوسع واعادة احتلال ما تبقى من فلسطين، فمن يوقف هذا الجنون، بل كيف سيقف، خاصة ان ورقة الحرب الاقليمية مؤجلة لاجل غير معلوم.

لقد تحركت حماس، بما امكنها من قدرات سياسية، وعقل مدبر، لاستغلال مالديها من فرص، فهي فعلياً لا تملك الا ورقة الاسرى، وهي ورقتها  الاقوى، في طاولة التفاوض، والضغط السياسي، الى جانب عملياتها النوعية.

اننا الان في عشية الشلل الاقتصادي الكبير الذي ستعيشه اسرائيل لاول مرة في تاريخها، فدعوات التظاهر، الإضراب والعصيان ، امتزجت بتصريحات حماسية من حماس ان نتياهو هو سبب مقتل الاسرى ال6، بل ان جيشه هو من اطلق النار.

كيف سيواجه نتياهو غضب المدللين الذين لا يريدون التضحية بحياتهم من اجل اسرائيل، ورئيسها، كيف سيقنع مئات الآلاف اللذين يتظاهرون امام منزله، ان عليهم تحمل تبعات هذه الحرب، لتطهير المنطقة من "الارهاب"!

 

اننا ننتظر الاخبار التي ستخبرنا .. كيف؟ ونحن ننتظر نسأل.. هل فعلاً استطاع السنوار قراءة المجتمع الاسرائيلي كما لم يفعل احد من قبل، وقلب الطاولة، وغامر بشجاعة وكان واثقاً من رد الفعل للمجتمع الاسرائيلي! اما انها مغامرة قد لا تنجح، كما خطط لها!

 

 

سلام