الرئيسية المواضيع المقال التحليلي

اعادة الصراع لحقيقته… باعادة احتلال ما تبقى من فلسطين..

  • منذ 7 أشهر - Saturday 31 August 2024

منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

AF

الحربُ تتوسع باتجاهِ الداخل الفلسطيني أولاً، تمهيداً لإنتقالها لمستوى اعلى خارج فلسطين ، وذلك مع دخولِ العام الثاني للحرب، فنحنُ أمام حربٍ طويلةٍ، لن تبقى محصورةً في حدودِ غزة.  

اشعال اسرائيل لحرب الضفة الان ، دليل انها تراجعت عن حرب لبنان،  أو أنها  تأكدت من عدم قدرتها "على الأقل حالياً" على إعلان حرب تتمناها تدمر فيها  لبنان، وذلك  بعد ردّ حزب الله الذي قرأت فيه قدرة الحزب، واستعداده.
‏فذهبت بحربها للضفة كبديل آمن، لماذا؟ لان الضفة المحاذية للاردن، معزولة جغرافياً، ومحاصرة فعلياً، ومنذ ثمانية اشهر يمنع إدخال  السلاح القادم اليها من لبنان وسوريا.

إعلان الحرب الاسرائيلية على الضفة ، لإتمام السيطرة الكاملة على فلسطين، يُمهد للانتقال بعدها لحرب خارج فلسطين ، ستكون لُبنان محطتها الأولى، لمحاولة انهاء وجود حزب الله ، الذي يمثل تهديداً وجودياً لاسرائيل .

كيف ستنتهي حرب الضفة .. في جنين والخليل !


اسرائيل تُعيد احتلال الاراضي الفلسطينية ،التي حصلت على حكمٍ ذاتي بفضل اتفاقِ اوسلو، وتم الانسحاب منها في 2005، بعد اتمام مراحل الاتفاق، لكن المجلس التشريعي الاسرائيلي، أعلن في بدايةِ 2023  ابطال قانون الانسحاب الاسرائيلي من الضفة ، وانه يجب اعادة السيطرة عليها، وهذا ليس لها علاقة بحماس وطوفان الاقصى.

لذلك فهذا العدوانُ الإسرائيلي ، لن ينتهي الا باعادةِ احتلال جنين ، وباقي مناطق الضفة، التي تشكل تهديداً امنياً ووجودياً لاسرائيل ، خاصة ان مخيم جنين ، بتركيبته ومقاومته، هو غزة الثانية . 

لكن، مالذي يمنعُ اسرائيل، من قصفِ الضفة وخاصةً مُخيم جنين، وتسويتها بالارض واقترافِ مجازرٍ، وابادةٍ جماعية، كما تفعلُ في غزة! ولا تكتفي باجتياح بري؟ 

‏الاجابة: لاشيء يمنعها،  وسيكون موقف الاردن في الضفة ، ذاته موقف مِصر في غزة. 

من يمنع دخول السلاح لمقاتلي غزة يمنعه عن الضفه!

 

دائرة المؤامرة مكتملة تماماً، بمنع تعزيز المقاتلين الفلسطينيين، سواء في غزة او الضفة الغربية بالأسلحة والعتاد، فاسرائيل لديها حراسة حدود جيدة، تعلن دورياً ضبط شحنة "مخدرات"؟! قادمة من سوريا كانت في طريقها الى فلسطين! ونحن نعرف نوعية المخدرات التي يمنعها الجيش الاردني من الوصول الى فلسطين. 

التخاذل العربي لم يعد كذلك، انه يندرج رسمياً تحت بند المؤامراة، وهذا يهدد شرعية واستقرار ومستقبل النظام العربي الرسمي، لان التفريط في فلسطين، عبر عقود التاريخ العربية، كان يعني تغير الانظمة المتواطئة، والتي تفرط باستقلالية قرارها، فتفقد السيطرة على استقراها، هذا ما يحدث منذ 1948.

امام  ثنائية الاحتلال والمقاومة، لا خيار الا الوقوف مع المقاومة

لسنا  امام فصل جديد للصراع التاريخي، بل امام اعادة الصراع لبدايته، واعادة حقيقة الصراع، واظهار ما حاولت عقود الهزيمة اخفائه، بأن اسرائيل ليست دولة جارة للعرب، يمكنها التعايش معهم، ويمكنهم التطبيع معها، بل عدو وجوده يهدد وجودنا، وفلسطين محتلة، ولا قيمة لاي اتفاقيات او وجود سلطة فلسطينية شكلية، وامام حقيقة الاحتلال، لاسبيل الا المقاومة، وامام ثنائية الاحتلال والمقاومة، لا خيار الا الوقوف مع المقاومة.

 

سلام