انقلاب عسكري في تعز..

  • منذ 3 أشهر - Tuesday 27 August 2024

انقلاب عسكري في تعز..
منى صفوان
صحافية وكاتبة- رئيسة تحرير عربية فيلكسAF

AF

وصلت المدرعات السعودية لتعز ، حاملة في داخلها رئيس المجلس الرئاسي المُعين من قبل الرياض رشاد العليمي، والذي اطل على الحشود الغفيرة من داخل كبسولة المدرعة ملوحا بيده، ومحاطاً بالحماية الامنية المشددة وسط جمع من التعزيين، في اكثر مدينة مسالمة، ومدنية.

رشاد ابن تعز العاق الذي لا يزور امه، حملت زيارته معاني مهمة لكونها اول زيارة لرئيس يمني منذ ايام تولي علي عبد الله صالح الحكم ، وقتها كان صالح يجوب محافظة تعز اكبر محافظات الجمهورية سكاناً، بسيارته الصالون، ويطل على المدينة من جبل صبر الشاهق.

دعك من ايام زمان، الحق يقال  برغم كل ما عليه فشجاعة صالح جعلته يظهر علنا دون مدرعات في قلب صنعاء والطيران السعودي يقصف صنعاء، وكلنا شهدنا نهايته، وهي النهاية التي لا يحلم بها مسؤولي الشرعية، فلا شيء في اليمن يستحق ان يضحوا بحياتهم لاجله، انهم اذكياء لا يحلمون بالبطولة، ولا يدعون الشجاعة! 

لقد اطل رشاد على تعز من داخل المدرعة السعودية، الضخمة، وكانه حبة فاصوليا مهروسة داخل علبة فاصوليا... 

 

اللافت في الزيارة ان المدرعة السعودية التي حملت رشاد العسكري وضابط الداخلية القديم انقلبت على وجهها ، وسط الطريق، وتحت اعين الناس وكاميرات موبالاتهم، والذين وجدوا المدرعة السعودية الضخمة، ترقد على جنبها الايمن وسط الطريق، لتنتشر الفيديوهات التعزية سريعاً، مع تعليقات المواطنين، المتسألين بتعجب عن سبب انقلاب المدرعة العسكرية، . "مو صنف له دوخة" ! 

 

المدرعة المكلفة بحماية رشاد انقلبت! مو صنف له؟  

هذا الانقلاب العسكري  في تعز لم يكن الاول، فسبق وانقلب حمار على متنة عسكري يمني ، قبل عدة عقود في احدى طرق تعز الوعرة، وقتها كتب "الفضول " في صحيفته، انقلاب عسكري في تعز! ومنه نقتبس ونتعلم، بعد ان تطور الحمار واصبح مدرعة والعسكري أصبح رئيساً .

انقلاب سعودي في اليمن 

فمع مرور الوقت تغيرت اشياء كثيرة في اليمن، فالعسكري الذي انقلب في تعز زمان كان يمنياً ، أما الان فهو عسكري سعودي، لذلك يمكن تعديل الخبر بعد سبعة عقود لنقول ( انقلاب عسكري سعودي في اليمن) أي كارثة ومآساة نعيشها في هذا الزمن !! 

 

 

قصة "انقلاب عسكري في تعز " 


كان عبد الله عبد الوهاب نعمان يُحرِّر جريدة "الفضول" من عدن في عهد الإمام أحمد، وكانت نصف شهرية، وفي يومٍ من الأيّام نشر في العنوان الرئيسي في الجريدة "انقلاب عسكري في تعز" وهزَّ العنوان النَّاس، فاشتروا الجريدة، ثُمَّ وجدوا تحت العنوان شرحًا لهذا الانقلاب: بأنَّه قد سقط أمس جندي –عسكري- من على حِماره، فانقلب على رأسه... إلخ، فضحك الناس وتعجبـوا !

واليوم، انقلبت المدرعة السعودية، وتمت اصابة جنديين سعوديين،على طريق كربة الصحى الرابطة بين محافظتي ‫#لحج‬ وتعز

السؤال مما يخاف رشاد! ومن يريد استهدافه سيفعل وان كان في السعودية، ولماذا يزور مدينته ويمر بين مواطنيه قادماً على ظهر مدرعة سعودية، زيارة المدرعة السعودية لتعز، حاملة معها رئيساً خائفاً هي اسوأ دعاية لفكرة الجمهورية والدولة، واستقلال القرار

الغريب ان تجد الابواق ممن يدعون انهم ينتمون لمهنة رفيعة كالصحافة، يطبلون ويهللون لزيارة اقل ما يقال عنها انها فضيحة، ويضخمون من فعل اقل من المستوى! 

يفترض ان هذه المظاهر انتهت بقيام ثورة شعبية ضد حكم الفرد، وترفض سلطة الحوثي بسبب سلطة الفرد، فالرئيس مواطن، وعليه واجبات، وليس زعيماً شعبياً، انه موظف يزور مقر عمله، فمتى تفهم الابواق الفارغة هذه النقطة.

فكيف تحارب سلطة الحوثي الفردية، وتسيده على الناس، وتضخيم ذاته كفرد، بذات الفكرة! 

النقطة الاخرى، ماذا يجب ان يفعل المواطن رشاد العليمي، في زيارته العادية لتعز، المحرومة من ابسط الخدمات، فلقد كنت هناك قبل زيارةً المسؤول الحكومي وكتبت عن مدينة بلا كهرباء، بلا خدمات، وبلا وظائف، وبلا شك ما نكتبه يبقى بلا جدوى ، طالما المسؤول يستعرض، والاعلام يطبل، والمدرعات تنقلب.

واصبح في اليمن انقلابات وثورات، وتقاسم، حوثي في صنعاء وانتقالي في عدن، ورشاد يزور تعز ويعود للرياض! 

وبرغم قيام الانقلاب او الثورة التي مهد لها الفضول في صحيفته قبل ستة عقود، فان هذا لم يمنع اليمن ان تدهور اكثر،... ولاداعي لكثرة الكلام فالباقي تعرفونه. 

سلام