منذ 3 أشهر - Thursday 22 August 2024
AF
+
في الشرق الأوسط، الصمت يصم الآذان.. فاتفاق وقف إطلاق النار في غزة قريب بشكل مثير للإغراء، لكن المفاوضات متوقفة، كما تضاءل خطر اندلاع حرب مدمرة بين إسرائيل وإيران، لكن البنادق لا تزال مدججة بالسلاح.
إنها لحظة قلق ومؤلمة - متوازنة بين اختراق نحو السلام وانحدار جديد نحو الكارثة.
إنه أمر مخيف: أينما نظرت، ترى كلابًا لا تنبح.
في ضباب المفاوضات هذا، ما الذي يحدث حقًا؟
الإجابة على هذا السؤال دائمًا ما تكون محفوفة بالمخاطر في الشرق الأوسط، لكن يمكنني مشاركة ما أسمعه من المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين الذين يراقبون الأزمة عن كثب.
هم يصفون سلة من القضايا الدبلوماسية والعسكرية التي لا تزال دون حل، والتحديات التي يواجهها الرئيس جو بايدن وفريقه خلال الأسبوع المقبل.
يقول المسؤولون إن المشكلة الكبيرة الأولى هي أن حماس التزمت الصمت بشأن "اقتراح الجسر" الذي صاغه الوسطاء الأميركيون لحل الخلافات بشأن وقف إطلاق النار المقترح لمدة 45 يومًا وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
وقال مسؤولون أميركيون يوم الأربعاء إنهم ينتظرون منذ أربعة أيام حتى تجيب حماس على أسئلة أساسية، مثل أسماء الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم حيث يعتقد المسؤولون الأميركيون أن زعيم حماس يحيى السنوار، المحاصر تحت الأرض في غزة والذي ينفد منه الذخيرة والإمدادات، يؤيد الاتفاق، وهذا يعني إطلاق سراح مئات الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وإجلاء مقاتلي حماس الجرحى، والراحة المرحب بها للمدنيين الفلسطينيين بعد عشرة أشهر من المعاناة الرهيبة ووقف الهجوم الإسرائيلي.
لكن يبدو أن حماس تلعب لعبة الانتظار، ربما على أمل أن تهاجم إيران أو حزب الله إسرائيل - وبالتالي تحويل ساحة المعركة، ويبدو أن إيران من المرجح أن تخيب أمل حماس.
يعتقد المسؤولون الأميركيون أن القادة الإيرانيين قرروا تأجيل الانتقام لاغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران أواخر الشهر الماضي.
والخبر السار هنا هو أن إيران يبدو أنها ردعت بسبب استعراض القوة الأميركي الضخم.
والخبر السيئ هو أن طهران تحرض وكيلها حزب الله على الهجوم، كما يخشى المسؤولون الأميركيون، فماذا سيفعل حزب الله؟
يعتقد المسؤولون الأميركيون أن حسن نصر الله، زعيم حزب الله، ربما تراجع عن خطة لإطلاق وابل من الصواريخ على تل أبيب، والتي كانت لتؤدي إلى كارثة على مستوى المنطقة، ولكن نصر الله تعهد بالانتقام لاغتيال إسرائيل لفؤاد شكر، قائده العسكري الأعلى، في الشهر الماضي، ولديه العديد من الأهداف الإسرائيلية للاختيار من بينها.
إن وقف كابوس غزة هو التحدي الأكبر الذي يواجه بايدن في الأشهر المتبقية له في منصبه، وتم وضع قطع الأحجية في مكانها، فقد صاغ فريقه خطة سلام من ثلاث مراحل، والتي إذا تم تبنيها، يمكن أن تبدأ عملية حقيقية لإعادة الإعمار والتعافي في غزة، وأرسل أسطولًا أمريكيًا إلى المنطقة يبدو أنه ردع إيران، وقد ابلغ جالانت المسؤولين الأمريكيين أن ذلك كان أكبر جهد عسكري أمريكي لمساعدة إسرائيل منذ الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973.
الآن هي لحظة بايدن.. يحتاج إلى دفع إسرائيل وحماس لإبرام الصفقة وإذا نجح، فسيكون ذلك أحد أهم إنجازات رئاسته.