منذ 3 أشهر - Saturday 17 August 2024
AF
العربي الأخير
-------------
قال لي مسئول خليجي التقيته في لندن قبل سنوات في معرض حديث عن الثورة السورية، أن الثورة السورية بدأت سلمية ثم لما بداء النظام في قمعها عسكريآ بداء المنتفضين بالدفاع عن أنفسهم وبدأت قلاع النظام بالتهاوي واحدة بعد الأخرى حتى أصبحت بلدات ريف دمشق وجزء من أحيائها بيد الثوار
حينها تدخلت السعودية والإمارات وقاما بتأسيس جيش محمد وجيش عمر وجيش الراشدين وجيش الشام ولم يتركوا رمز سني إلا وأسسوا بأسمه جيش، كانت إيران وحزب الله قد سلموا في البداية بالأمر بأن هذه ثورة ويجب أن نتكيف معها لكن مع تأسيس تلك الجيوش وإختلاط الحابل والنابل قرروا التدخل إلى جانب النظام، بنفس الوقت تسربت أمريكا بعد داعش لتحتل الشرق السوري، ثم جاءت روسيا بقضها وقضيضها لتحتل الساحل السوري، أما تركيا كان نصيبها الشريط الحدودي الشمالي لقطع الطريق على الأكراد لعدم إقامة دويلة في تلك المناطق، ولم تكن إسرائيل بعيده عما يجري وعن تلك الجيوش التي أنصهر بعضها لاحقآ فيما سمي بالنصرة وهي فرع تنظيم القاعدة بسوريا. هكذا أجهضت الثورة السورية ولحفظ ماء وجه أوباما بعد إستخدام الأسلحة الكيميائية في الغوطة هجّر الثوار وعائلاتهم من ريف دمشق وحمص وحلب إلى محافظة أدلب المحاذية لتركيا، وكانت تلك بداية لتهجير وهروب الملايين من السوريين من بلادهم إلى تركيا ومنهم من ركبوا البحار والفيافي إلى أوربا في أكبر عملية تهجير لشعب عربي من بلاده في التاريخ بعد تهجير أهل فلسطين في ٤٨ و٦٧، ثم كانت السعودية والإمارات أول الدول التي أعادت علاقاتها الدبلوماسية ببشار الأسد.
تذكرني تجربة تدخل الأعراب في سوريا بتدخلهم في اليمن بعد تدمير أول معسكر للجيش الوطني في العبر وقتل ضباطه وجنوده في بداية (العاصفة) ثم تأسيس عدة جيوش قبلية ومناطقية ودينية شمالآ وجنوبا، وبدل أن يتم الدفع بتلك الجيوش نحو صنعاء دُفعت نحو عدن لتصفية الحكومة الشرعية، ثم تم إسقاط الرئيس الشرعي في الرياض والإتيان بقيادة تمثل تلك الجيوش المليشياوية فيما سُمي بمجلس القيادة وحكومة شكلية تقوم ببعض المهام الأدارية وتضفي مشروعية على الوضع المليشياوي القائم في المقابل تم منع تحرير الحديدة وضرب القوات وقد وصلت نقيل بن غيلان ثم السماح بتسريب الأسلحة للحوثي، ثم فتح المفاوضات معه وغدآ ستقوم الدولتان بتسليمه اليمن وكأنك يابوزيد ما غزيت.