منذ 6 أشهر - Tuesday 04 June 2024
AF
هل يمكن لحزب الله تدمير تل أبيب وحيفا فعلا؟
هذه أحد الأسئلة المطروحة ولسنا في بوارد طرح سؤال أخلاقي عنها، فتدمير المدن جريمة حرب مرفوضة، ولكن في الواقع العملياتي الحسابات قد تختلف..
فوزير الدفاع الإسرائيلي يهدد دوما بتدمير بيروت، وفي ظنه تكرار نموذج #غزة في لبنان، ربما هذا الطرح الإسرائيلي مناسب للرأي العام الصهيوني الذي يفتخر بتدمير غزة وقتل 33 ألف مدني برئ أكثرهم نساء وأطفال، لكن على المستوى العسكري لم يحققوا شيئا يذكر، فلا هم دمروا حماس ولا حرروا الأسرى ولا أوقفوا عمليات المقاومة الفلسطينية ضدهم التي ما زالت نشطة رغم مرور 6 أشهر على الحرب..
المهم : دعونا نجيب على السؤال من واقع تحليلي نعتمد فيه على لغة الإحصاء، وهي لغة علمية معترف بها تحاكي المنطق الرياضي..
وفقا للمُعلَن عنه في مركز الدراسات الأمريكية (csis) التابع لجهاز المخابرات الأمريكية، بتاريخ 5 يوليو 2018 والمُحدّث بتاريخ 10 أغسطس 2021 فقد بلغت صواريخ حزب الله أكثر من 160 ألفا، يمكن تقسيمهم كالتالي:
المجموعة الأولى: 40 ألف صاروخ لمسافة 10 أميال
المجموعةالثانية : 80 ألف صاروخ لمسافة 45 ميل
المجموعة الثالثة: 40 ألف صاروخ لمسافة 180 ميل
أشد هذه الفئات هي المجموعة الثالثة التي يبلغ رأسها الحربي من 200 إلى 500 كجم (نصف طن) تقريبا، وهي سلاح الردع الرئيسي لحزب الله الذي يهدد به إسرائيل منذ زمن، فلو أحصينا تخزين نصف هذا العدد كاحتياطي استراتيجي تحسبا لسير المعارك،
يبقى العدد المسموح به لضرب إسرائيل
المجموعة الأولى: 20 ألف لمسافة 10 أميال
المجموعةالثانية : 40 ألف لمسافة 45 ميل
المجموعة الثالثة: 20 ألف لمسافة 180 ميل
المجموعة الأولى: موجهة لشمال إسرائيل، وهي المستوطنات والقواعد التي يضربها حزب الله حاليا..
المجموعة الثانية: موجهة للمدن الوسطى الواقعة بين الوسط الإسرائيلي والشمال وفيها مدن (نهاريا وعكا وحيفا) وهي أكبر وأهم مدن إسرائيلية بعد العاصمة ولذلك خصصوا لها أكبر عدد من الصواريخ 80 ألفا..
المجموعة الثالثة: موجهة ضد مدن الوسط وأهمها (تل أبيب ونتانيا وأشدود والقدس الغربية) ولأهمية هذه المجموعة كسلاح ردع ضد إسرائيل فخصصوا لها أثقل صواريخ الحزب وأكثرها تدميرا برأس حربي نصف طن..
بحسابات الأرقام وحساب هامش الخطأ..
فإسرائيل وفقا لإعلاناتها الرسمية – والمشكوك فيها – أن فاعلية القبة الحديدية في التصدي لصواريخ المقاومة 80% وهذا يعني أنه في حال وجه حزب الله صواريخه للمدن الإسرائيلية ونجحت القبة في التصدي سيحدث الآتي:
أولا: سيسقط على حيفا 8 آلاف صاروخ بقدرة تدميرية 100 كجم على الأقل للصاروخ الواحد..
ثانيا: سيسقط على تل أبيب 4 آلاف صاروخ بقدرة تدميرية 500 كجم للصاروخ الواحد..
عمليا هذا يعني تدمير المدينتين (تل أبيب وحيفا) حرفيا ، فصواريخ الحزب في أغلبها (عمياء) وهي لا تُميز بين هدف عسكري ومدني، والقدرة التفجيرية مع هامش الخطأ المعلن وهو من 500 متر حتى 1 كم فهذا يعني أن سقوط (4 آلاف صاروخ) على المدينة مع انفجار قطره الكامل 10 أمتار فهذا يعني 10 متر × 4000 صاروخ = 40 كم مربع تدمير كلي...
علما بأن مساحة تل أبيب 50 كم مربع وحيفا 60 كم مربع تقريبا، نسبة كبيرة منها أطراف ومنتجعات غير مأهولة، ومركز هذه المدن السكاني في الوسط لا يتعدي 30 كم مربع، وهذا يعني أن هذه المدن ستصبح أطلالا في حال ضربتها المقاومة اللبنانية..حتى في حال نجاح القبة الحديدية في التصدي لمعظم الصواريخ..
هذا الإحصاء لم يتضمن الصواريخ المضادة للدروع والتي استخدمها حزب الله مؤخرا لضرب شمال إسرائيل، ولا يتضمن أيضا أسطول الطائرات المسيرة التي يملكها الحزب ويضرب بها إسرائيل آخرها اليوم مركز قيادي في قرية "عرب العرامشة"
كذلك هذا الإحصاء مُحدّث بأغسطس 2021 فهو منذ ما يقرب من 3 سنوات لم يُحدّث، وعلى الأرجح أن ترسانة المقاومة اللبنانية صارت أكبر حجما..
المصادر:
1- مقال Hezbollah’s Missiles and Rockets بواسطة الكاتبان Shaan Shaikh و Ian Williams على موقع مركز الدراسات الأمريكية csis بتاريخ 5 يوليو 2018
2- مقال Missiles and Rockets of Hezbollah بتاريخ 10 أغسطس 2021 والمنشور على موقع المركز الأمريكي، القسم المختص بالتهديد الصاروخي missilethreat