منذ سنة - Saturday 07 October 2023
AF
العملية العسكرية المفتوحة تتخطى التوقعات، ومرشحة للتصعيد، وتستخدم لاول مرة قواعد الاشتباك المتعبة لدى الجيوش بعيداً عن الطرق والعمليات المحدودة ل " الفصائل المسلحة" ، التي كانت الفصائل المقاومة تتبعها قبل هذه الحرب، في تصديها للانتهاكات الاسرائيلية
الحرب الفلسطينية على اسرائيل تصل لمستوى العمليات العسكرية للجيوش، انها عملية عسكرية واستخبارية الاولى من نوعها عربياً ضد اسرائيل، دون مبالغة نحن امام حرب جيوش ، وليس مجرد تصعيد ورد فعل من المقاومة ضد جيش الاحتلال الاسرائيلي.
جاء اولاً الهجوم السيبراني للمقاومة الفلسطينية بالتنسيق مع ايران التي تشن هجوماً سيبرانياً على اسرائيل والبنى التحتية بحسب الاعلان الاسرئيلي.
فالهجوم والاختراق السيبراني قبل ساعات من الهجوم العسكري المباغت البري والجوي والبحري، مما يعني عملية شاملة، هدفها العسكري واضح وهو كسر الحدود مع اسرائيل ، من خلال اقتحام حدودها الشرقية والجنوبية.
فالتنسيق الايراني مع فصائل المقاومة في الداخل، وعبر حزب الله، اصبح اكثر قدرة وقوة، ولديه خارطة عمليات وبنك اهداف محدد، والاهم ان اسرائيل لم تستطع منع هذا الدعم والتعاون والذي جاءت هذه الحرب نتيجة له.
هذه العملية العسكرية الفلسطينية المفاجئة والناجحة، اعلنت الحرب على اسرائيل من طرف واحد، قبل ان تعلن اسرائيل الحرب رداً على الهجوم الفلسطيني، وواضح انها تضع حساباً لرد الفعل الاسرائيلي الذي سيباشر الهجوم على غزة ومحاولة احتلالها، وهو الامر الذي قد يواجه بتصعيد مفتوح من قبل قوات المقاومة داخل فلسطين وخارجها، مما يرشح فرضية دخول حزب الله اللبناني في المواجهة العسكرية في هذه الحالة.
لاول مرّة تواجه اسرائيل هذا الهجوم العسكري الشامل داخل اراضيها، وان كانت تعيش اليوم الذكرى ال50 لحرب اكتوبر في مثل هذه الايام مع الجيش المصري، فانه في ذكرى الهزيمة قبل خمسة عقود، تعيش هزيمة جديدة داخل حدودها.
فالهجوم استخباراتي بالدرجة الاولى، وكان نتيجة تنسيق عالي المستوى بين فصائل المقاومة وحلفائها خارج فلسطين كحزب الله في لبنان، والحرس الثوري الايراني، بحسب ما يظهر من طريقة الهجوم، وهذا التنسيق العالي المستوى، يجعل الاشتباك ذو اهداف استراتيجية واضحة، وتخطيط مدروس ، وليس مجرد رد فعل للانتهاكات الاسرائيلية، وهو الامر الذي استوعبته اسرائيل بعد فوات الاوان.
اسرائيل اليوم تظهر امام العالم كدولة مهزوزة غير مستقرة، وفاشلة، استخبارياً وعسكرياً وامنياً، والدول الفاشلة ليست مرشحة لعقد تحالفات استراتيجية طويلة المدى مع الدول الغنية والمستقرة.
فالحرب عليها في داخل حدودها، سبب كافي لابعادها عن الخارطة الدولية، باعتبارها دولة تعيش اضطربات داخلية، ومهددة، وهذا يبعدها تماماً عن تحقيق طموحها بأن تكون في خارطة الملاحة العالمية وفي قلب العالم.
العالم ان لم يحترم الاقوياء فيكفي ان يخاف منهم، ويعمل له الف حساب، وهذا ما تقوله المقاومة اليوم، الذي يأتي تصعيدها غير المسبوق بعد فشل كل المحاولات والمبادرات لإقناع حكومة اسرائيل المتطرفة بقبول تفعيل عملية السلام على اساس الحلول العادلة للشعب الفلسطيني ، وحاولت كثير من المبادرات
والدول إقناع اسرائيل بعدم سلب الشعب الفلسطيني حقوقه
والذهاب للحلول السياسية ومنها حل الدولتين
لكن تفاقم غرور المتطرفين الصهاينة، وهذه هي النتيجة المتوقعة، ومابعدها لن يكون كما قبلها
وان رضخوا لاي عملية سلمية فستكون معايرها مختلفة ..
وهكذا ستُعلن دولة فلسطينية قوية
سلام