الجذور اليمنية لسندريلا

  • مقال نشوان زيد عنتر
  • منذ سنة - Sunday 26 March 2023

الجذور اليمنية لسندريلا

AF

 

كتب نشوان زيد

 

مازلت مثل غيري من أبناء جيلي نتذكر قصص الأطفال التي كانت أمهاتنا ترويهن لنا منذ نعومة أظافرنا قبل النوم بغض النظر عن مصدرهن الأدبي أكان من تراثنا الشعبي أم العربي أم الإسلامي أم العالمي حيث كان الهدف من روايتهن لنا التسلية و العضة و العبرة بعيدا عن التعصب الإيدلوجي الضيق السائد هذه الأيام

 و من بين هذه القصص التي لم أمل من سماعها مرارا و تكرارا قصة سندريلا الفتاة المسكينة التي عانت من إضطهاد زوجة أبيها القاسية و بناتها المدللات قبل أن ينقذها الله عز و جل من شرها المستطير عبر زواجها من أمير المقاطعة الذي رقص معها في قصره العاجي و عثر عليها من خلال حذائها الزجاجي الذي تركته سهوا قبل أن ينكشف سرها للجميع ...... الخ. 


تعتبر هذه القصة الجميلة للغاية من روائع الأدب الفرنسي الحديث ، فبمجرد أن نشرت عام 1918م حتى طغت شهرتها الآفاق في أرجاء المعمورة بمن فيها بلادنا اليمن التي لا يعلم سكانها علم اليقين بأنها مقتبسة حرفيا من القصة الشعبية الشهيرة (وريقة الحناء) المتوارثة بينهم بكافة طوائفهم و قبائلهم و مناطقهم و أديانهم و أعراقهم و طبقاتهم جيلا بعد جيل منذ العصور الوسطى حتى وقتنا الحاضر مع بعض الإختلافات الطفيفة التالية :


  1. 1. تحولت وريقة الحناء إلى فتاة أنيقة جميلة ثرية بعدما صبغت شعرها بالحناء السحري عكس سندريلا التي إستخدمت الحذاء الزجاجي .
    2. وريقة الحناء كانت راعية أغنام عكس سندريلا التي عملت خادمة في البيت و المزرعة .

  2. 3. كان والد وريقة الحناء يعلم بأن زوجته الثانية تعامل وريقة الحناء معاملة قاسية دون أن يحرك ساكنا عكس والد سندريلا الذي لم يعلم شيئا .

  3. 4. التقت وريقة الحناء الساحرة الطيبة عند البئر الواقع خارج القرية عكس سندريلا التي التقتها داخل بيتها .
    5. تعرف ابن عاقل القرية على وريقة الحناء عن طريق رائحة شعرها المعطرة بالحناء السحري بينما الأمير ويجفيلد الأول عرف سندريلا من خلال حذائها الزجاجي .